لما جاءت السيارات قال الإخوان (١): إنها من السحر، وقد ذهبوا إلى الشيخ أبي السمح في مكة وقالوا: وايش تقول يا شيخ من جهة السيارة؟ .
قال: أقول هذه السيارات أزين من الحمار، لأن الحمار يبول وهذه السيارات ما تبول.
قالوا: أليس فيها سحر أو شيء، قال الشيخ: إن الله تعالى يقول: وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لَا تَعْلَمُونَ}، وهذا مما لا نعلم، هذا ما قاله لهم أبو السمح، وفي تلك الأيام - كما هو معلوم - جددوا تجديدًا في الأشياء، وهذا مما لا نعلم.
شورى في بريدة:
تكررت زيارات الملك عبد العزيز لبريدة، وفي إحدى المرات نادي الملك عبد العزيز الجماعة وكان ذلك في سنة ١٣٤٦ هـ. وقال أنا جئت لأشاوركم.
والله إني كنت أحسن أني لا أنصرف من جدة إلا وقد وقعت بيني وبينهم يعني الأعراب الذين يسمون الإخوان، وإن ٤ سنوات قد مرت الآن وأنا أعدَّها عدًا، لقد عجزت معهم، ووصلت الأمور إلى حد لم يبق معه إلا أن أقوم عليهم بالحرب.
وكان الدويش وابن حميد في تلك الأيام لا يواجهونه أما البقية فنعم، وقال الملك لأهل بريدة أنا جئت لأشاوركم ولكن لا أريد أن تتشاوروا عندي، روحوا واطلعوا وتشاوروا ولا تجيئوا لي بالكلام شفاها، بل أعطوني الكلام مكتوبًا في كتاب.
قال والدي فطلعت أنا واثنين من الرشودي عند دروازة (بوابة) السليمي وكتبنا له مكتوبًا قلنا فيه يا طويل العمر: