فكان من أهم ما يشغل بال الفلاحين أن تكون الغروب هذه جيدة ليس فيها شقوق ولا خروق حتى لا يتسرب منها الماء أثناء إخراجه من البئر.
لذلك لابد لكل أهل خب من الخبوب أو قرية من القرى من وجود خراز محترف أي ممن يمتنهن مهنة الخرازة، ويعمل في هذه الصنعة يتكسب بذلك.
ويحدث أحيانًا أن يكون ذلك الخراز مشغولًا أو غائبًا أو مريضًا فتتعرض الفلاحة لنقص الماء وتعرض النخيل وبقية الزرع للعطش، وللضرر.
فكان جدهم البريدي عنده صبر وجلد، بحيث تلافي ذلك بأن تعلم من نفسه لنفسه كيف يخرز غروب فلاحته بنفسه ولا يحتاج إلى خراز محترف يأخذ منه أجرة، والأصعب من ذلك أنه لا يأتي في الوقت المناسب.
وقد عرف البريدي بذلك حتى صار جيرانه وأقاربه وأصدقاؤه من أهل خب البريدي يطلبون منه أن يساعدهم في إصلاح غروبهم وخرازة ما يحتاج منها إلى خرازة، فكان يستجيب لذلك متبرعًا معاونًا لهم بجهده، ولم يتخذ الخرازة مهنة ولا صنعة له، بل كان فلاحًا كسائر أسرته.
ولم يكن يأخذ أجرًا على خرازة ما يخرزه لجيرانه وأقاربه لذلك لقب بـ (الخراز).
[قدم التسمية بالخراز]
أقول: كتبت ما سبق اعتمادًا على ما سمعته من أهل الخبوب، ولم أكن أعرف غيره، ولكني عرفت بعد ذلك، وبخاصة من الأخ محمد بن خليفة التميمي من أهل قصر ابن عقيل، وهو من وهبة تميم مثل أسرة البريدي، وأسرة الخراز هذه وهو أعلم من عرفته بالوهبة، وأسرهم ورجالهم، سواء الوهبة في القصيم أو في الوشم، ولا أعرف أعلم به منهم.