أما ما يتعلق بالاختصار فإن الأمر ليس فيه شيء من ذلك، لأن القراء لابد أنهم عرفوا أو سيعرفون حرص المؤلف على تسجيل كل دقيقة أو جليلة من المعلومات يحصل عليها عن أية أسرة من الأسر البريدية.
وهذا ظاهر.
[الانتساب القبلي]
بقي موضوع مهم ينبغي التطرق إليه، بل إيضاحه، وهو أنني كنت منذ أول اهتمامي بموضوع التقييدات عن الأسر في (معجم أسر القصيم) أذكر الانتساب القبلي للأسرة، فأقول: إنها من القبيلة الفلانية، وذلك لما قدمته في هذه المقدمة.
وكنا نتعامل في هذه القضية طبقًا لما كنا قرأناه في كتب التاريخ والرجال عن الشخصيات القديمة من الصحابة والتابعين ومن بعدهم من العلماء والبارزين من أهل القرون التي تلت ذلك، إذ كانوا يقولون: فلان الأسدي أو فلان التميمي، أو فلان العبسي أو القيسي، وما شابه ذلك، ويعتبرونه من التعريف به، فكنا نفهم نسبة بعض الناس في زمننا إلى القبائل مثل ذلك، فكان قومنا من أهل بريدة يقولون: فلان الشمري، وفلان الحربي، والمطيري أو العتيبي للتعريف به، إذا كان من قبيلة أعرابية ليست فيها أسماء للأسر المتفرعة مثل أسماء أسر أهل الحضر.
ولم يكن الناس ينسبون أهل الحضر الذين هم أسر معروفة إلى قبائلهم إلا عند ما يقتضي الأمر ذلك لمصلحة من المصالح، كالحاجة للتعريف والتعارف طبقًا لما يفهمون من قوله تعالى (وجعلناكم شعوبًا وقبائل لتعارفوا) ولكن نبتت نابتة في العهد الأخير جعلت من الانتساب القبلي مدعاة إلى الاختلاف والتفاخر الذي يفضي حتمًا إلى التنازع والمباهاة، ويعود بالبلاد وأهلها إلى عهود جاهلية قديمة.