حدثت وقعة بقعاء عندما كان الإمام فيصل بن تركي في مصر قد فرضت عليه الإقامة الجبرية هناك.
ولذلك كان السؤال: ماذا لو كان الإمام فيصل بن تركي موجودا.
والجواب بدون تردد: أنه لن تكون هناك مثل وقعة بقعاء لأن الإمام لا يرضى أن يبادر أحد من رعيته إلى قتال الآخرين منها.
ولا شك في أن أهل القصيم لم يكونوا على علم بموعد خلاص الإمام فيصل من الأسر في مصر، بل ربما ظن بعضهم، وهذا هو الأرجح أنه لن يتمكن من العودة، وذلك لقلة المعلومات، وغياب مصادر الأخبار، ففكر أهل القصيم أنه في ظل غيابه لا ينفعهم ويرد غائلة من قد يفكرون في الهجوم عليهم أو على رعاياهم إلا بان يبدؤهم بالحرب والقتال.
ويتضح ذلك من كون أهل عنيزة قد انضموا إلى أهل بريدة وسائر القصيم في هذه الوقعة لأنهم اعتقدوا أن ذلك سيكون أفضل القصيم على وجه العموم.
قال ابن بشر في حوادث سنة ١٢٦٧ بعد أن ذكر أن عبد العزيز بن محمد تابع شريف مكة ووثق به على أشياء، وأن الشريف قد رجع عن ذلك وقد شفع لعبد العزيز بن محمد لدى الإمام فيصل، قال:
فما زال الشريف يتودد إلى فيصل ويشفع لعبد العزيز أن يرده أميرًا في بلاده ولا عليه بأس، ولا له أمر ولا نهي على أحد من الناس، فسمح له بذلك، وأنه يركب مع جلوي غازية إلى قطر، فرحل جلوي بغزو أهل القصيم، وعبد العزيز معهم، وذلك في أول ربيع الأول من السنة السابعة والستين، فقدموا على فيصل في العريق فأنبه الإمام على ما مضى منه، من قطع الإمام ومنابذة جماعة أهل الإسلام، فما أجاب إلا بالاعتراف وأن له بما ذكرنا اقتراف، ولكن