كان حجيلان بن حمد بعيد النظر ينظر أول ما ينظر إلى ما يصلح بريدة وما يتبعها من القصيم، ولذلك وصفه بعض المؤرخين ومنهم ابن عيسى بقوله:"وكان حجيلان بن حمد أكثر الناس حمية لأهل القصيم".
وقد وصلتني من أخباره في ذلك عجائب تدل على عقله وبعد نظره وحرصه على عمارة بلده بأية وسيلة من الوسائل، من ذلك أنه إذا جاءه رجل من أهل نجد من البلاد التي تحدث فيها مجاعات، إذا انحبس عنها المطر، وقل الماء في الآبار، يحضره حجيلان عنده ويسأل قائلًا: لماذا قدمت إلى ديرتنا؟
فإن قال الرجل قدمت أدوِّر الشغل أو أدور المعيشة من الشغل قال: يا ولدي شغل ديرتنا لأهل ديرتنا ثم زهبه أي أعطاه زهابًا ويكون غالبًا من التمر والأقط وقال له: لك مهلة ثلاثة أيام تغادرها في خلالها وإلا أدبناك أي عاقبناك عقابًا شديدًا.
وإن قال الرجل: أنا جيت لديرتكم أبي أغرس نخل وازرع زرع ركب به حجيلان وأقطعه أرضا يغرسها ويزرعها، وحدد له مهلة كافية لذلك.
حدثني إبراهيم بن عبد الله النصار من بني عليان، قال: كان ابن عضيد وهو من (الفاضل) الذين منهم عَكيَّة المشهور الذي قاد ابنه عبد الله العكية أول مظاهرة في بريدة عام ١٣٧٥ هـ.
وكان ذلك الرجل بوارديًا أي صاحب بندق مشهورًا بإصابته للأهداف.
وأنه مرة كان حجيلان بن حمد غازيا وفي الغزو ابن عضيد هذا، فرأوا (بوارديًا) أي صاحب بندق من أعدائهم شديد الإصابة إذ قتل منهم رجلًا وقال بأعلى صوته: الرصاصة اللي عقب ذي بحجيلان، فندب له حجيلان ابن عضيد هذا فقتله فكان ذلك سبيلًا لهزيمة أولئك القوم، وانتصار حجيلان ومن معه.