للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال لي ابن نصار: جاء فلان من أسرة معروفة في بريدة ذكر لي اسمه ولكني لم أرد أن أذكره صريحًا هنا، لأن له ذرية وأبناء عم ربما يؤدي ذلك مشاعرهم، فقال لحجيلان بن حمد: هذا ابن عضيد ينصب عند بناتنا ويناظرهن أي ينظر إليهن، ونبيك تجليه عن ديرتنا، يعني بريدة - أي تنفاه منها وتبعده عنها، فقال حجيلان لذلك الرجل مستفهما: تبين أجليه من بريدة؟

فقال: نعم.

فقال حجيلان: والله لو الشرع يسمح لي أني لاجوزه بعشر حريم، ثم قال لذلك الرجل الذي يلقب عقيل: إني لأجوزه بعشر حريم، حتى يجيبن عيال مثله ينفعن ديرتنا مثلما نفعها هو، يا فلان: كفوا بناتكم وخلوهن يتسترن! ! ! أما ابن عضيد فلا ناب قايلٍ له شيء.

وقد أنشد ابن عضيد في ذلك أبياتًا أولها:

لي ديرة ما أنيب فيها قداوي ... ولا أتحرى من هَلَّة شِبْعة العيد

ومن الأمثال الشائعة جدًّا التي ورد فيها ذكر حجيلان قولهم: (الله أقوى يا حجيلان)، ذكروا في أصله أن رجلًا يقال له (أبا الميخ) كان يتعرض لبعض الإبل والغنم التي لأهل بريدة، ومرة اتهم بأنه قتل راعي الإبل أو عمل على ذلك، وكان حجيلان قد أمسك به مرة ثم تركه بعد أن تعهد له بعدم التعرض الأملاك أهل بريدة مرة أخرى.

إلَّا أنه عاد فأمسك به حجيلان، وقال له: يا فلان، وش أحلى ماءٍ شربته بحياتك؟ فقال: ماء كذا، لمورد ماء في الشمال، فقال حجيلان: والله ما تذوقه غير ما ذقته، فقال الرجل: الله أقوى يا حجيلان، فسارت مثلًا.