حدثني أكثر من واحد عن ثلاثة من عقيل الذين كانوا موجودين في الشام قالوا: حضر الكزبري عندنا ومعنا (حمد السعيد) وقال له: تعال يا حمد معي أعطيك دراهمك، قالوا: فذهب معه، وكان ذلك آخر العهد به، إذ ذكروا أنه قتله الكزبري وقد طالب أخواه عبد الله وعبد العزيز بدمه ورفعا الأمر للحكومة السعودية فجرت محاكمة الكزبري المتهم بقتله وحكمت المحكمة بأنه هو قاتله.
قالوا: وقد استأنف الحكم وطالت المحاكمة فضربه عبد العزيز السعيد بسكين معه يريد قتله، إذ لم تقتله الحكومة ضربه وهو في المحكمة فحبس عبد العزيز.
قالوا: وبينما كان ينتظر تنفيذ الحكم في الملقب بالكزبري حصل انقلاب في سوريا وكان أنصار الكزبري على رأسه.
وبذلك ضاعت الفرصة للاقتصاص منه، وعاد أخواه إلى بريدة وكان مقتل (حمد السعيد) في عام ١٣٦٧ هـ.
وقد دون عبد العزيز السعيد أخو القتيل ورقة حول مقتل أخيه حمد، ربما كان قصد من تدوينها تقديمها للمحكمة في دمشق التي تحاكم المتهم بقتله.
قال الأستاذ ناصر العمري:
[أثر إكرام الكريم]
حمد بن محمد السعيد من أهل بريدة ووالدته من أسرة الشريدة، أما والده فمن أهل حائل، وكان حمد بن محمد السعيد رجلًا كثير الأسفار العراق والشام، ومصر، وكانت موارده المالية لا تفي بمصاريفه، وكان يكرم صفوق الجرباء من شيوخ شمر ويقدم الهدايا له ولأسرته، وأراد حمد بن محمد السعيد أن يأخذ مالًا من أحد تجار بغداد ليعمل به على سبيل المضاربة، ووعده التاجر بأن يأتي إليه في الصباح ليعطيه المال، ولكن أحد أصدقاء التاجر قال له: مالك