لقد كان وقع الخبر عليَّ في هذه البقعة النائية أليمًا، إذ كنت قابلته قبيل سفري إلى إندونيسيا وكان يبدو في صحة جيدة.
ولكنه أصيب بما يسمى بالجلطة، ولم يمهله ذلك طويلًا.
وكان نعيه في جريدة الرياض بعددها ٨٢١٦ الصادر يوم السبت ٥/ ٦/ ١٤١١ هـ ٢٢/ ١٢/ ١٩٩٠ م وقد نشرت الصحف الأخرى بعد ذلك خبر وفاته غفر الله له.
ورثاه صديقنا الأستاذ إبراهيم بن عبد الله الصالح المديفر بالمرثية التالية فقال:
[رثاء الشيخ صالح العمري]
أشح بوجهك فالسراء راحلة ... مع الفقيد فلا أنس ولا سعدُ
وقف أمام بنيه مظهرًا جلدًا ... والأصدقاء وجمع للعزا حشدوا
أخف الجهامة في عينيك من سهر ... كي لا يقال: بدا في عينه الرمد
ولا تفه بكلام مبديًا ضجرًا ... خوف انتحابك في الخلوات يرتصد
فصالح العُمَري في عُمْره مثل ... إلى الريادة يرقى ثم يستند
جم المكارم والآراء صائبة ... فقد تَفُوقُ خيالًا عندما ترد
يسعى إلى نهضة الأوطان مرتديًا ... ثوب النضال وللإصلاح يعتمد
ركن المعارف أفنى من شبيبته ... وللمدارس من آثاره مدد
دور اليتامى لها في جهده صلة ... أمدهم بسمات كم بها سعدوا
فات الصديق خلافيه - مرافقه ... وعاد مستثمراه المال والولد
عاد الرفاق فماذا يصنعون به ... إلا الدعاء له إن هم له اعتمدوا
موت الرفيق به الأشجان قادمة ... دون المنازل منها الهم والكمد
موت العميد به تنشال أسرته ... والتابعون وكم أضناهم البدد
موت المفيد له وقعٌ يحس به ... من في المعيشة أضحى منه يرتعد