وكنت وأنا صغير أقرأ الكتب والرسائل فكان ابن حامد يرسل كتابًا من الرياض لوالدي حفظت ديباجته وهي (من علي المحمد الحامد إلى جناب المكرم الأحشم ناصر بن عبد الرحمن العبودي سلمه الله).
ثم السلام ثم يقول: ياصلك مع فلان كذا ريال وصلك الله إلى خبر.
وهي ريالات فضية مما يسمى (الفرانسي)
[تزويج البنت]
حدث في إحدى السفرات السنوية هذه وأظنها الأولى أن كان صديق لوالدي من أسرة (الفهيد) أمراء الأسياح كان هذا الرجل إذا جاء إلى بريدة يجلس إليه يتحدث كما يكون مع غيره.
ومرة قال لوالدي: أنا يا أبو محمد ماتت زوجتي وحنا يا أهل الأسياح طبعنا طبع بدو، لأننا قريبين منهم، ونتعامل معهم ودي أخذ زوجة حضرية من أهل بريدة من أجل الطبخ وغيره.
قال ذلك لأنه رجل ذو قيمة من السهل على أمثاله أن يجد عشرات من النساء يختار منهم من يريد أن تكون زوجة له.
فقال له والدي:(إلى عزمت فخبرني) فقال: أنا عازم فقال والدي: استخر الله الليلة وشاور الذي تبي وإلى صار باكر تعال وخبرني.
فلما كان من الغد عاد إلى والدي، وقال: عزمت يا أبو محمد فأخبرني بالمرأة التي تعرف إنها تصلح لي.
قال والدي لي بعد أن كبرت: فعرفت أنه عازم، فقلت له: إنها بنت الستاد علي الحامد، وسنع زواجها عندي يريد أن أمر تزويجها إليه، ولكن - قال والدي - أنت أسأل عن (الستاد) ابن حامد وعن كل ما تريد وخبرني.