الشيخ عمر بن محمد بن عبد الله بن سليم قاضي بريدة ورئيس قضاة القصيم عالم جليل، وهو كريم النفس يبذل ماله لطلبة العلم خاصة، وهو يدرس العلم في المسجد وفي داره علاوة على القيام بأعباء القضاء، ولما توفي أخوه الشيخ عبد الله بن محمد بن سليم قاضي بريدة عين مكانه ومضت شهور جيء للشيخ عمر بن محمد بن سليم بغلة وقف على مسجد جامع بريدة، فرأى الشيخ عمر قسمة غلة الوقف بينه وبين ورثة الشيخ عبد الله بن سليم لكون الشيخ عبد الله قام بالتدريس والإمامة في جامع بريدة شطرًا من السنة ولهذا فهو مستحق نصيبه من الوقف بقدر المدة التي أمضاها فأمضى له الشيخ عمر نصف الغلة وهي تمر نخل قرب بريدة وأخذ الشيخ عمر النصف الباقي، وهكذا أنصف الشيخ عمر قريبه من نفسه وعدل بينه وبين القريب.
وأراد الشيخ عمر بن محمد بن سليم تجديد بناء مسجد جامع بريدة وأمر بهدم المسجد توطئة للبناء الجديد وكان والده هو الذي قام بالبناء القديم ويعلم الشيخ عمر أن أسرة من أهل بريدة يقال لهم السلامة كانت قد قدمت مواد البناء متبرعة بها لقسم من المسجد وعندما أمر بنقض البناء أمر بإعادة أنقاض القسم التي قدمها آل سلامة إليهم دون أن يطلبوها ومن المتحمل أنهم لا يعرفون عنها شيئًا لأن آباءهم هم الذين قدموا تلك المواد قبل مدة طويلة، وقد نفذ الشيخ عمر حكمه برد المواد إلى آل سلامة (١).
[القاضي والخصماء]
كان وقت القاضي في بريدة مزحومًا بالأعمال القضائية والتدريس في الجامع وخرج الشيخ عمر بن محمد بن سليم قاضي بريدة بعد العشاء الأخير