في واد واحد إلى البحر، ويتفرع منهما بعض الشعاب التي تصب في البحر منفردة على ما ذكر لي.
ثم إن الواديين بعد ما يجتمعان يسميان بوادي الحمض في الوقت الحاضر.
[بدء الرحلة]
سافرت من المدينة المنورة مندوبًا عن رئاسة البحوث العلمية والإفتاء في لجنة توزيع أراضي الفيضة الواقعة بوادي الحمض على قبيلة الطوائعة من عنزة.
ويرأسهم شلاح بن عابد خريقين الطويلعي، ولم تكن لدي فكرة تامة عن الموقع، حيث إن وادي الحمض طويل، والفيضة اسم مستحدث، لذا لم أجد من يخبرني خبرا مقنعًا عن الأرض ومكانتها.
ولكننا سرنا على بركة الله مستعينين بالوصف فركبنا السيارة من المدينة المنورة في يوم ١٤ - ٨ - ١٣٩٢ هـ مع طريق القطار، فلما قطعنا ما يقرب من ٢٥ كيلا وجدت آثارًا لمساكن قديمة وأسوار قديمة، قد سقطت، ولم يبق فيها إلَّا ما يقرب ارتفاعه من نحو ذراع، وهي مبنية بالحجارة، وقد زرعت عرض السور فوجدته يزيد عن ذراع، ويمتد حوالي عشرة كيلوات، ثم ينعطف ثانية فيمتد نحو الشمال، وفيه بعض الزوايا التي يحتمل أن تكون قد وضعت للتقوية أو للحماية فعلمت عندئذ أن المنطقة منطقة أثرية، وأن هذا طريق وادي القرى التاريخي، مما زاد اهتمامي بالبحث عن الآثار، غير أنني فوجئت بأن الآثار متصل بعضها ببعض فلا تكاد تمشي إلَّا على آثار مساكن، أو قنوات لعيون مطمورة.
وقد رأى أحد أهل تلك الناحية اهتمامي بالبحث عن الآثار وتتبعها فذكر لي قصرًا قريبًا من هذا الموضع، على بعد ٢٥ كيلًا تقريبًا من المدينة لكنه على غير طريقنا، ولم نتمكن من الاطلاع عليه، وقد وصفه لي بأنه مربع مبني بالطوب