حصلت بين الملك عبد العزيز ومن معه وبين زعماء البدو الذين كان علي رأسهم الدويش وابن حميد.
[وطالب العلم]
ورزق عبد العزيز بن حمود المشيقح إلى ذلك محبة في طلب العلم وحضور مجالس الذكر، يجالسه المشايخ آل سليم واعتبر هو وأسرته من طلبة العلم، حتى كان ابنه الأكبر عبد الله الذي هو الزعيم الداهية طالبًا للعلم، حافظًا الكتاب الله تعالى، يؤم النّاس في رمضان في مسجدهم ويتلو القرآن حفظًا عن ظهر قلب طيلة ليالي الشهر الكريم وفي قيام رمضان.
سمعت والدي رحمه الله يقول أكثر من مرة: .
أنا أعجب من عبد الله المشيقح يصلي بالناس التراويح والقيام ثم الفجر، وبعد طلوع الشمس يدخل السوق سوق البيع والشراء في بريدة فتجده يدخل دكان هذا يحاسبه، وبعد ذلك يدخل دكان رجلٌ آخر يأخذ منه النقود التي للمشيقح لديه، وإذا التقى برجل مستور مستحق للزكاة أخرج له من جيبه نقودًا وأعطاه نصيبه أو طلب منه أن يتبعه إلى دكانه فيعطيه أخوه حمود من زكاة أموالهم.
ثم يطلب منهم أحدهم البضاعة في السوق وهي دراهم تعطى على سبيل المضاربة أو غائبة وهي الدين المؤجل إلى أجل وذلك بأن يبيع عليه كما يفعل التجار سلعة يساوي ثمنها في السوق إذا وقع حالًا حاضرا خمسين ريالًا مثلًا بخمسة وخمسين ريالًا، أو ثمانية وخمسين ريالًا إلى الدور، أي لمدة سنة واحدة، وهذه هي العادة المتبعة فيما يسمونه الغائبة أو الدينة وهو البيع إلى أجل.
وبعض أصحاب الدكاكين يسعون إلى أن يمر عبد الله المشيقح بدكانهم من أجل أن يتعرف عليهم، ويذكرهم عندما يحتاجون إليه، وعندما يريدون أن يبيع عليهم شيئًا أو يشتري منهم شيئًا.