اتفق محمد وخاله على أن ينجو محمد بالأمانات على راحلته المشهورة بالسبق، وتتكون تلك الأمانات من ذهب وفضة مرسلة من عبد العزيز الحمود المشيقح إلى تاجر بالأحساء اسمه العجاجي.
أما خاله وبعض من بقي معه من الرعيان والأخلاء الصادقين فقد تعهدوا بحماية الإبل، أما البقية فقد هربوا على ركابهم.
وفعلا قام خاله بإدخال الإبل إلى أحد الأودية وترس خلف الأحجار وأخذ يمطرهم بالرصاص حتى هزمهم ونجا بالإبل.
[الفصل الثاني من القصة]
استقل محمد راحلته وهي مثقلة بتلك المزودة المملؤة بالذهب والفضة، وجد بالمسير خوفًا على ما معه من أمانات.
وأمسك القوم المهاجمون بأحد رجال القافلة، وكان جبانًا قد فر من أول الأمر، فلحقوه وأمسكوه وسالوه عما إذا كان أحد من القافلة قد هرب ومعه نقود، فقال لهم لما ضغطوا عليه: نعم، الذهب مع صاحب الذلول اللي من وصفها كذا وكذا، فوصف لهم الشداد والخرج ولون الناقة والجاعد، وكذلك راكبها.
وقال لهم إن معه ذهب وفضة يساوي قيمة هذه الإبل التي تقاتلون لتحصلوا عليها، ثم ستسترد منكم بعد أخذها، وكان ذلك في أوائل حكم الملك عبد العزيز رحمه الله.
فتركوا الإبل وتبعوا محمدًا وهم خمسة عشر راكبًا كلهم يحمل سلاحه، فلما طاردوه أعجبتهم الناقة فأخذوا يطلقون النار عليه دون الناقة فإنهم طمعوا بها، وامطروه بوابل من الرصاص فلم يفلحوا حيث أن الناقة قد زاد جريها،