للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وظهروا، وهو حذف على خب القبر شرقي بريدة، ولما وصله وصاروا قومه يجدون بالنخل وإذا هم يفيضون عليه يوم ثوروا أول هيق، والثاني: انسحبوا قومه وخلوا الطايح من القش بالأرض ورجع على الطرفية.

إلى أن قال: فشد ابن رشيد وانكف على ديرته في سلخ شوال (١).

[ثروة فهد بن علي الرشودي]

فهد الرشودي حصل على ثروة عظيمة بمقاييس ذلك العصر، وكان حريصًا على المحافظة عليها حتى أخبرني الثقات من ذريته، أنه كان يقسم ماله ثلاثة أقسام:

قسم منه وهو ثلثه يدخره ولا ينفق منه شيئًا حذرًا من أن يحوجه الدهر إليه.

والقسم الثاني يبضع به الناس الذين يذهبون إلى الخارج كالعراق والشام وبخاصة من عقيل.

واشتهر عند الناس ونحن صغار أن (فهد بن علي الرشودي) لا يبضع كل شخص، وإنما يبضع من يصفه هو بأنه كسيب بكسر الكاف وتشديد السين المكسورة أيضًا، وهذه كلمة معروفة لهذا المعنى ولكنه كان يستعملها.

ومعلوم أن تبضيع البضاعة هي أن يدفع الشخص المقيم في بريدة - مثلًا - مبلغًا من المال الذي عنده لمن يشتري بضائع أغلبها الإبل والمواشي فيذهب بها إلى الشام، أو مصر، وما تحقق من ربح يكون بينه وبين صاحب الدراهم مناصفة في الغالب وقد يكون لصاحب رأس المال الثلث إذا كان التاجر لا يأكل من هذه الدراهم بالمعروف مدة بقائها معه، والأكل هنا معناه، المعيشة بالمعروف أي أن يتناول ما يحتاج إلى طعامه منها، ويتطلب ذلك أن يكون


(١) من تاريخ إبراهيم بن محمد القاضي (خزانة التواريخ، ج ٨)، ص ١٣٤.