للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الذي يأخذ البضاعة ويتاجر بها ثقة - والثقات كثير.

وقد قدر ما خلفه فهد الرشودي عند وفاته في عام ١٣٦٧ هـ بثمانمائة ألف ريال أو نحوها، وهي مبلغ ضخم في ذلك الوقت.

والقسم الثالث: يستعمله في المداينات والإتجار في المواشي، وبخاصة الإبل.

وكن فهد الرشودي يطلق عليه أهل بريدة لقب العم فهد، فإذا قيل ذلك عرف بأنه فهد بن علي الرشودي ولا يحتاج الأمر إلى إيضاح آخر.

و(العم) هنا هي السيد بمعنى أنّه الذي ينبغي أن يطاع ويقدر من الجميع.

وقد اكتسب المنزلة الرفيعة في نفوس أهل بريدة لعقله وإتزانه وإنصافه، حتى كان كثير من النّاس إذا تخاصموا فيما بينهم خصومة لا تصل إلى القاضي، ذهبوا إليه وأصلح بينهم.

وقد رأيته يفعل ذلك أكثر من مرة، رغم سني آنذاك فقد عرفته معرفة حقيقية، وإن لم تكن بيني وبينه محادثة أو تعامل لأنه من طبقة والدي، بل كان أكبر منه سنًّا.

ولكنني عرفته في مواطن منها أنّه كان الوحيد من بين جماعة بريدة الذي يحضر حلقات الدرس الرئيسي في جامع بريدة التي تعقد في الضحى من الساعة الثامنة تقريبًا حتى العاشرة.

ويحضرها أناس ممن يحبون سماع الأحاديث النبوية ويطلبون التقرب إلى الله بأداء صلاة السنة التي هي ركعتان أو أربع في المسجد، ثم حضور حلقة طلبة العلم.

فكنا نقرأ الدروس على شيخنا الشيخ عبد الله بن حميد في عام ١٣٦٤ هـ على هيئة حلقة تكون كالهلال أمام الشيخ فيقرأ كل طالب في الحلقة شيئًا من كتاب معه كان اتفق مع الشيخ على القراءة فيه ويتكلم الشيخ على ما يقرأه الطالب سواء