للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الثاني: أن كثيرًا من راغبي التعدد يحرص على أن يكون الزواج سرًا، أو ما تعارف عليه الناس بزواج المسيار، خشية على زواجه الأول أن تهتز أركانه، أو يتهدم بنيانه، أو أن يصبح بشخصه حديث مجالس تلوكه الألسنة فلا يسلم له عرض ولا ينجو من ذم، وكأنه بذلك قد أتى أمرًا بدعًا.

قلت في نفسي: لم لا نغلق الباب على النساء ونفكر في حماية حقوقهن، ومراعاة مشاعرهن، والتلطف حيال إحساسهن؟

فنفكر بصوت عال، نساءً ورجالًا، في الوسيلة المناسبة لإيصال خبر الزواج للزوجة الأولى، ومن في حكمها؛ لأن الهم واحد، ولكي لا تقول النساء أنكم معاشر الرجال: أنانيون، وقساة، وتهرولون نحو الجديد، وتكفرون العشير!

[موقف المرأة من زواج التعدد]

إن إحياء سنة التعدد بشكل معلن، من خلال توعية الرجال والنساء، غاية في السهولة، لا تحتاج منا أن نحمله ما لا يحتمل.

فكما أن من النساء من ترضى وتسلِّم بذلك، بل وهناك من تبحث لزوجها عن ثانية، وثالثة، ورابعة، وعيا منها بأن ذلك شرع الله، وأن في تعدد الزوجات مصالح أخروية ودنيوية.

غير أن نساء أخريات - وهن قليل من تفضل أن يموت زوجها ولا يتزوج عليها، وهناك من تتوعد زوجها حتى بعد موتها ألا يتزوج عليها!

بل هناك من تعلم أن لزوجها عدة عشيقات، وتلزم الصمت خشية زواجه بأخرى، ناهيك عمن تتكفل له بمصاريف فعل الحرام - والعياذ بالله - على ألا يتزوج عليها، ولا تبالي، فإذا ما فكر يومًا في الزواج عليها أعدت للأمر عدته!