وهم على قلتهم كانوا قديمين فيها إذ رأيت صبرة أي إيجار بيت لهم لمدة مائتي سنة، ذهب منها الآن ٧٧ سنة وبقي مائة وثلاثة وعشرون، أستأجره منهم آل غصن وضموه إلى وقف لوالدهم لأنه كان جاره ويقع إلى الشمال من المسجد الجامع الكبير، وتحته حانوت وقف لعمة والدي منيرة بنت عبد الكريم العبودي.
وقد دخل الآن في توسعة الجامع الكبير التي أمر بها خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز رحمه الله.
وقد رأيت ورقة بيت طرفة الهذال التي هي أم محمد بن عثمان المزيد، من المزيد أهل الدعيسة، وقد أوقفه وذكرت الوثيقة أنه آل إليه بالإرث من أمه طرفة الهذال وقد أوقفه وقفا صريحًا واضحًا كتب ورقة إيقافه العالم الثبت الشيخ صالح بن دخيل الجار الله وعزز ذلك بشهادة شاهدين معروفين هما محمد الأحمد الرواف وعبد الله بن حمد السويلم، وكتب ذلك في ٢١ جمادى الأولى عام ١٣١٧ هـ.
ولكننا اطلعنا على نسخة منقولة منه بخط الكاتب الثقة المعروف بضبطه ودقته في الكتابة سليمان بن ناصر الوشمي الذي نقلها في ٢٥ ذي الحجة عام ١٣٧٤ هـ.
وتحتها وثيقة تصبير البيت المذكور بين هذال بن إبراهيم المزيد وعبد العزيز الناصر الغصن وأخيه ناصر.
والتصبير هو تأجير البيت صبرة وهي الإجارة الطويلة الزمن فهذه الإجارة مدتها مائتا سنة.
وقد درج الناس على تأجير البيوت صبرة، إذا تهدمت وتعطلت مصالحها ولم يوجد من يتبرع في إصلاحها فيؤجرونها، وكانما هي أرض، وأذكر أن أجرة الصبرة ريالان في كل سنة، على أن يدفعوا على العقد أجرة خمس سنين مقدمة.