الطائرة في حال سيرها مستحيلًا فكذلك الاستقرار على ظهر الأرض لو كانت تسير بالسرعة الهائلة التي زعموها بطريق الأولى ولما كانت الأرض ذلولًا للخلائق وفرشًا ومهدًا لهم دل ذلك على أنها ثابتة ساكنة فهذه الآية والآيات الخمس قبلها من أوضح الأدلة على سكون الأرض وثباتها.
ومضى الشيخ الدويش في إيراد الأدلة المشابهة على أن الأرض قرار وأنها أرساها الله بالجبال، أما قوله في الطائرة النفاثة وقياسه الأرض عليها فإنه يصح إذا وجدت طائرة نفاثة في حجم الأرض، ووجد شيء صغير بالنسبة إليها مثل ابن آدم، فإنه لا يسقط منها كما هو معروف في القواعد التي خلقها الله لهذا الكون.
ثم قال:
[فصل: في ذكر الإجماع على وقوف الأرض وسكونها]
ذكر الشيخ عبد القاهر بن طاهر بن محمد البغدادي الإسفراييني التميمي وكان في آخر القرن الرابع من الهجرة وأول القرن الخامس في آخر كتابه الفرق بين الفرق جملة مما أجمع عليه أهل السنة قال فيها، وأجمعوا على وقوف الأرض وسكونها وأن حركتها إنما تكون بعارض يعرض لها من زلزلة ونحوها خلاف قول من زعم من الدهرية أن الأرض تهوي أبدًا لأن الخفيف لا يلحق ما هو أثقل منه في انحداره.
إلى أن قال:
[فصل: في ذكر أدلة عقلية على ثبات الأرض واستقرارها]
من ذلك ما هو مشاهد من سير السحاب المسخر بين السماء والأرض فإنا نراه عندنا في البلاد النجدية في فصلي الشتاء والربيع وأكثر فصل الخريف يأتي في الغالب من المغرب ويذهب نحو المشرق وفي بعض الأحيان