من جهة الشمال ويذهب نحو الجنوب ويأتي أيضًا من جهة الجنوب ويذهب نحو الشمال، وربما أتي من ناحية المشرق وذهب نحو المغرب وفي فصل الصيف وهو الذي تسمية العامة القيظ ليس له اتجاه معتاد بل يأتي من المشرق ومن المغرب ومن الجنوب ومن الشمال وفي نواحي الحجاز يأتي في الغالب من جهة القطب الجنوبي ويذهب نحو القطب الشمالي وربما أتي من جهة المشرق وذهب نحو المغرب وبالعكس وربما أتي من جهة الجنوب وذهب نحو الشمال وبالعكس، وسيره من جميع الجهات متقارب لا يختلف بعضه عن بعض بالسرعة إلَّا بسبب ريح شديد تسوقه ولو كانت الأرض تسير كما يزعمه أهل الهيئة الجديدة لاختلف سير السحاب بسبب سير الأرض ولم يذهبُ إلى جهة المشرق أبدًا لأن الأرض تفوته بسرعة سيرها فقد زعم المتأخرون من أهل الهيئة الجديدة أنها تسير في الثانية أكثر من ثلاثين كيلومتر وأنها تقطع في اليوم الواحد أكثر من خمسمائة ألف فرسخ ولما كان سير السحاب من جميع الجهات مقاربا بعضه بعضًا دل ذلك على أن الأرض قارة ساكنة. انتهى.
أقول: هذا ناشيء عن عدم الإحاطة بالموضوع فالسحب والطائرات تسبح في الجو التابع للأرض المتصل بها وليس منفصلًا عنها فهو يدور معها أيضًا وهذا ظاهر، وإنما قصدنا من إيراد ما ذكر بيان وقوف بعض الناس في هذا الزمان على الثقافة القديمة ونبذ الجديد، أما استقرار الناس على الأرض وإرساء الجبال عليها فلا يخالف فيه أحد، والجميع يعرفون أن الأرض مستقرة، ولكنهم يقولون: إنها تدور بمن وما عليها، وهذا أبلغ في بيان القدرة الآلهية في الخلق، وعظمة الخالق عز وجل.
والمشكل في هذا الأمر ما جزم به الشيخ عبد الله الدويش من أن القرآن يدل على عدم دوران الأرض فإذا وجد هذا من عرف معرفة حقيقية بأنها تدور أعتقد بأن القرآن خالف الواقع.