وكتابنا هذا ليس كتاب عقيدة، حتى يرد على كل انحراف عن العقيدة ولكنه كتاب عرض لحال الأسر والأشخاص البارزين الذين يشار إليهم بالبنان.
وقد تجاوز فكر القصيمي حدود العالم العربي إلى النطاق العالمي وتناوله الدارسون والباحثون في أماكن عديدة من العالم، وألفت فيه رسائل جامعية، ومتابعة ذلك كله وتمحيصه شيء صعب، بل ربما دخل في التكليف بما لا يطاق، بالنسبة إلى أعمال مؤلف هذا الكتاب وكتاباته.
لذا بحثت عن رسالة أو كتاب استعرض حال القصيمي، وما طرأ على فكره من تطور سواء أكان انحرافا أو انجرافا إلى مذهب يخرج به عن المألوف والمقبول المعروف عن دين الإسلام حتى وقفت على ضالتي المنشودة في بحث للأستاذ عبد الله بن عبد الجبار تحت عنوان (التيارات الأدبية الحديثة في قلب الجزيرة العربية) محاضرات ألقاها على طلبة شعبة الدراسات الأدبية واللغوية سنة ١٩٥٩ - ١٩٦٠ م.
وذلك في (معهد الدراسات العربية العالمية) الذي يتبع جامعة الدول العربية، ولكن ذلك البحث طويل يقع في ٥١ صفحة من القطع الكبير وهو بمجموعه ما لا يحتمله هذا الكتاب، إضافة إلى أن فيه أشياء قليلة لا يقرها المؤلف.
لذا لخصته بحذف جمل أو أسطر وأحيانًا عبارات من عبارته.
وذلك كله لكي أقدم بين يدي القارئ الكريم شيئًا واضحًا شاملًا أو كالشامل في هذا الموضوع.
قال الأستاذ عبد الله بن عبد الجبار من بين ما قاله عن عبد الله بن علي القصيمي:
[أطوار حياته الفكرية]
يمكننا أن نقسم حياة القصيمي الفكرية إلى ثلاث مراحل أو ثلاثة أطوار: