طاحن في يدك تعطيني أياهن بس فكن من الغرابيل الذي أنا أعاين.
وعلى طول قمت من عند الجيران حملت البارود وخرجت إلى المزرعة الذي باع علي وفي منتصف الطريق وجدت ظبي تحت شجرة غضا فرميته وحملته على ظهري.
ولما وصلت المزرعة سنيت البقرة وأسقيت البطيخ وكان فيها زرع من نوع الشامية حصدت للبقرة من الشامية وقمت على الظبي وسلخته وأخرجت جميع الجوف وجعلته في جلده وحملت الباقي مع الذي في جلده ومشيت، ولما صار قرب المغرب وصلت بلدي خضيرا ونصيت صالح الفوزان قبل الغروب، ما يقارب ساعة وقلت يا أبو علي هذا الظبي جابه الله وأنا أخذت جوفه يسد العيال والباقي يا أبو علي يمكن الليلة عيد، وتجعلونه مع العيد.
فرح الرجل الطيب وأخذ الظبي وقال اصبر اجيب لك عشا، وهذا الذي أريد وجاب لي عيش وتمر وقهوة قال واعطان ريالين فرانسي وفرحت فرح ما عليه مزيد.
ولما وصلت بيتي وجدت الولد والبنت الصغيرين يبكون من الجوع فقلت كلوا من التمر وقلت للحرمة اطحني وسوي لنا على جوف الظبي مطازيز الله يجعل صالح الفوزان في جنات النعيم.
وبعد العيد خرجنا وصرنا مزارعين وشبعنا بعد الجوع وذلك من فضل الله ولا شدة إلَّا بعدها فرج.
الدَّهَيْش:
أسرة صغيرة من أهل حويلان.
منهم إبراهيم بن عبد العزيز الدهيش صاحب سيارة نقل بين بريدة والحجاز.
ومنهم الدكتور فهد الدَّهَيْش مدرس في الكلية التقنية في بريدة - ١٤٢٤ هـ.