للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

[الأمان للعوني]

حصل العوني على الأمان بعد فعلته التي لا تغتفر سياسيًا بالنسبة إلى حاكم كالملك عبد العزيز يحاول أن يستعيد ملك أبائه وأجداده على نجد ثم بقية المناطق التي حكمها آل سعود.

ولكن العوني ليس من نوع الرجال الذين يكتفون بالأمان ويسعون للمال، وإنما كان يسعى إلى أن يستمر له نفوذ عند الحاكم الكبير الذي هو الملك عبد العزيز لاسيما أنه كان من المقربين لديه، والمادحين له، وأن الملك عبد العزيز كان أغدق عليه من العطايا وشمله بالرعاية والعناية، وأن العوني قد مدح الملك عبد العزيز بقصيدته (المربوعة) المسماة بالمحيطة التي نقلنا نصها فيما سبق.

لذلك نظم قصيدة عصماء وجهها للملك عبد العزيز آل سعود وأرسلها إلى والده الإمام عبد الرحمن بن فيصل عسى أن يعطف عليه قلب ابنه الحاكم الشاب الملك عبد العزيز، وقد ضمنها العوني الاعتذار للملك عبد العزيز، بل التذلل والإنكسار أمامه، رجاء أن تمحو تلك القصيدة ذنوب العوني عند الملك عبد العزيز وقد نعت نفسه فيها بأنه عبد مملوك للملك عبد العزيز آل سعود.

قال العوني:

لا بأس يا عين بدت تنكر النوم ... عافت سواهيج الكرى با ابن هَدَّال

القلب به سجَّات وسجوم وهموم ... والحال نشت حالها ما بها حال

ما نيب جزع ما جرى ذاك مقسوم ... لا شك شفت الحيف من بعض الأنذال

من جيت صد وقال ما هوب مرحوم ... حطوا عذاريبي عريضات وطوال

وانا عشير مزبّنة كل مضيوم ... حماية الساقة عزيزين الأنزال

امشي واغض الطرف من غير مثلوم ... فرد وحيد خايف خاضع ذال

وانا ان دخلت البيت قزان مقصوم ... عضيدي إلى للثقيللات حمال

لي من بغى شيء وهذاك معدوم ... تعذرت يمناه من كل الأحوال