ثم إنهم بحثوا عن غيره فلم يجدوا وزكاه لهم بعض زملائه من طلبة العلم الذين يوثق بهم، فعادوا إليه مرة ثانية، وقيل: بل رجعوا إلى الشيخ ابن سليم فقال لهم: فيه كفاية.
وطلبوا منه الذهاب معهم واستمر عندهم ولم يكن له ملك آنذاك إلا أنه بعد سنوات صارت له فلاحة في اللسيب.
قالوا: ورغب فيه أهل اللسيب وكان عاقلًا حصيفًا صيتًا حسن القراءة حافظًا للقرآن الكريم حتى ذكروا في قوة صوته أنه إذا كان في شهر رمضان وحان وقت القيام وهو التهجد في الليل في العشر الأواخر كبر بصوت مرتفع لتكبيرة الإحرام في الركعة الأولى فذهب صوته إلى مدى بعيد وجاءوا يصلون معه.
[طرائف عبد الكريم العودة المحيميد مطوع اللسيب]
لمطوع اللسيب أخبار طريفة ونكت وأسجاع خفيفة، منها أن عبد العزيز بن متعب بن رشيد عندما انتصر على أهل القصيم في وقعة الصريف، عام ١٣١٨ هـ أخذ ينكل بمعارضيه وكان ممن غضب منهم المشايخ من آل سليم وتلاميذهم ومن كان مثلهم، لأنهم ضده.
ومن بين طلبة العلم الذين طلبهم عنده مطوع اللسيب الذي ذكر له عنه أنه قال في معرض كلامه قبل وقعة الصريف:
(حاكمنا - يقصد عبد العزيز بن رشيد - يأخذ من الزَّعَّاب ويعطي اللَّعَّاب، الله يعدله، وإلَّا يبدله)، وكان مطوع اللسيب يسجع في كلامه.
فلما دخل على ابن رشيد رآه قصير القامة كبير اللحية، فبادره ابن رشيد قائلًا:
وأنت يا ها المطوع أبو لحية كبيرة، أظنك مع ابن سليم وش أنت قايل؟
يشير إلى قوله ذلك فيه، فأجاب مطوع اللسيب على الفور.