للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وفي الكيلو ٢٠٠ من المدينة باتجاه الشمال توجد قرية أم زرب، وتكثر فيها الآثار، والمرجح عند بعض الباحثين أنها هي مدينة ذي المروة، وبعد عشرين كيلًا عنها، وصلنا موقع العمل مساء، متعبين، فأخلدنا بقية يومنا للراحة.

وفي صباح اليوم التالي الموافق ١٤ - ٨ - ١٣٩٢ هـ لم يكن بعض الرفاق في المهمة قد حضروا فانتهزت فرصة ذلك لمعرفة الموقع حيث ما زلت أجهل اسم هذا المكان الأصلي والتاريخي، فاتجهت نحو الوادي مغربا فإذا أنا بإحدى عشرة عينا، الواحدة منها بجانب الأخرى، وتمتد قنوات الواحدة منها أحيانًا أكثر من عشرة كيلوات فزادت دهشتي لهذا المنظر خاصة وأنه أصبح من الأهمية بمكان وأنه ليس في الرفاق ولا في أهل المنطقة من يستطيع أن يسمي لي هذا المكان باسمه الأصلي.

[وصف المروة]

ونظرت من بعد، فإذا بي أشاهد على ضفة الوادي هضبة ذات شكل هرمي منفصلة عن الجبل مما استرعي نظري، ودعاني للبحث والاستقصاء مرة ثانية للتأكد من هذه الهضبة الهرمية، وقد لاحظت على بعدها أن لونها يختلف عن لون صخور المنطقة، إذ هي صفراء تميل إلى البياض، ولون صخور المنطقة وجبالها أسمر، فسألت أحد الأعراب عن لون هذه الهضبة، فوصفها لي على ما رأيته من بعد، فحاولت الاقتراب منها فلم أتمكن حيث أن السيارة لا تستطيع اجتياز الوادي لصعوبته، ولأنه رطب في الشتاء والصيف القرب الماء من سطح الأرض في تلك المنطقة، ولأن السيول قد أحدثت في الوادي حفرا عميقة، كما توجد في الوادي أشجار ملتف بعضها حول بعض، وإذن وإن كنا نبعد عنها بضع كيلوات فلابد لنا من السير مالا يقل عن أربعين كيلو مترًا قبل الوصول إليها، وذلك بالاتجاه إلى الشمال، ثم إلى الغرب، ثم إلى