قالوا: وكان أحد أهل نجد المقيمين في الشام مقربًا من الوالي التركي فأفهمه أن هذا أمر يخص أهل نجد ولا يخص الدولة.
وقد اشتروا السلاح وتركوا ما معهم من المال وأسرعوا إلى النفير حتى أغلق سوق العصر أبوابه في دمشق، وكان معمورًا بهم.
وذكروا من إسراعهم في ذلك أن أحدهم وهو من أسرة (الطامي) المعروفين في بريدة كان في دكان صغير، فلما سمع طبول الحرب للخروج إلى نجد والانتقام من عبد العزيز بن رشيد قام من دكانه وتركه مفتوحًا لم يحرك فيه شيئًا وخرج مع الخارجين.
ثم ساروا من الشام إلى الكويت ومروا بقوم من شمر الذين هم بطبيعتهم موالون لابن رشيد فأغاروا عليهم وأخذوا ما معهم من ماشية وسلاح ومال وتقووا بذلك إلى أن وصلوا الكويت.
ثم كان ما كان من الاتفاق بين أهل القصيم والملك عبد العزيز آل سعود رحمه الله على التوجه إلى القصيم وإنقاذه من ابن رشيد فكان العوني اللسان المتكلم بل اللسان الذي خلد تلك الأحداث ودونها في التاريخ قصائد تلتهب حماسة وتهييجًا.
[شعر العوني في المعارك والحروب]
العوني شاعر انغمس في السياسة إلى إذنيه منذ أول قوله الشعر حتى مات سجينًا في سجن الأحساء، ولذلك نجده نظم قصائد في الوقائع الحربية التي حدثت في وقته سواء أشارك فيها أو في أحداثها أو تابع ذلك.
وأول ما يتبادر إلى الذهن من ذلك ما ذكره من الوقائع الحربية في قصيدته العظيمة (المحيطة) أو الملحمة كما يحلو لبعض الأدباء المحدثين أن يسميها.
ولكن هناك وقائع عديدة خصص لها قصائد في شعره مثل (معركة