وهذا أمر مفهوم السبب لكونها تتحدث عن وقائع وأحداث كثيرة ومهمة مما يجعل الحديث عنها على طول القصيدة يفترض أن يكون أكثر من ذلك.
ويوصف العوني بأن شعره مهيج لعواطف الناس ومؤثر فيهم إلى درجة أن يجعلهم يتقاتلون، وينتقلون من بلد إلى آخر وهذا أمر معروف عنه سواء خلال إقامته في حائل أو عند إقامته عند السعدون.
ومن أشهر قصائده أثرًا في تهييج الناس على القتال وإثارة النخوة والحمية في نفوسهم، ثم حملهم على ترك كل ما كانوا قد اشتغلوا به من تجارة أو مال أو حتى من عيش رخي والخروج إلى القتال قصيدته (الخلوج).
والخلوج هي الناقة التي فقدت ولدها فهي ترزم، أي تحن وتتألم لفراقه شبه مدينة بريدة بتلك الناقة الخلوج.
وسببها أنه بعد وقعة الصريف التي هي وقعة الطرفية انهزم أهل القصيم وابن صباح ومن معه أراد صالح بن حسن المهنا وهو ابن حسن المهنا أمير بريدة المهزوم في المليدا أن يجند من أهل بريدة من هم خارج القصيم لأن الذين في القصيم لا يستطيعون الخروج جماعات ولا يستطيع هو أن يتصل بهم وهم واقعون تحت تنكيل وعسف وبطش ومصادرة لأموالهم من حكم ابن رشيد بعد هزيمتهم في الطرفية، وكان صالح الحسن آنذاك في الكويت، فعزم على أن يذهب إلى الشمال لأن عقيلًا من أهل بريدة أقوياء هناك، ولكنه كان يعرف أنه لن يستطيع ذلك بمجرد مسعاه.
فنظم العوني قصيدته الخلوج وحملها (علي بن محمد الحميدة) إلى عقيل في دمشق، فلما سمعوها تجمعوا وعرضوا أي عقدوا العرضة وهي رقصة الحرب وضربوا الدماميم وهي الطبول، فأحس الوالي التركي في ذلك الوقت بتجمعهم وكانوا عددًا لافتًا للنظر حتى قيل إن الذين خرجوا بالفعل كانوا أكثر من ألف مقاتل.