الشعر أو يكتبونه ورأى فيه بيتًا ناقصًا أو كلمة ساقطة أبدلها بغيرها من عنده من دون أن ينبه إلى ذلك، بل إن بعضهم يجرؤ على أن يبدل كلمة أو جملة بكلمة أو جملة من عنده، استهانة بأمانة النقل، ويقول بعضهم: إنه فعل ذلك لدافع جيد هو ألا تشيع لفظة فاحشة بين الناس وردت في الشعر، أو نحو ذلك.
وبعضهم قد عرض الشعر لغرض سياسي وأحيانًا لغرض ديني فيما يزعم، لذلك لا أطمئن أنا إلى كتابة شعر العوني في المجاميع المطبوعة، ولا حتى من المخطوطة التي عرفت أن كاتبها يستجيز إبدال كلمة قاله الشاعر بكلمة من عنده، أو تعمد إسقاط بيت، وأفظع منه إضافة بيت، يُقَوِّل فيه الشاعر ما لم يقله.
لذا رأيت ألا أفعل هنا في ترجمة العوني إلَّا موثقًا عندي بخطوط من عاصروا العوني، وكانت له معرفة بالشعر مثل الشاعر علي بن محمد الطريخم، وما كتبه محمد بن سليمان أبوطامي، فكلاهما من أهل بريدة وكلاهما معاصر للشاعر وكتب شعره في حياة العوني، وما عدا ذلك أضربت عن ذكره، لأنني لست بصدد جمع كل شعر العوني، وإنما أوردت منه ما يكون بمثابة نماذج، وذلك كاف مما نقله هذان الرجلان.
من أشهر قصائده المشهورة الطويلة المسماة المستحيطة من الإحاطة لأنها أحاطت بذكر الوقائع، والحوادث التي رافقت استعادة القصيم ومحاربة ابن رشيد في البكيرية والرس والشنانه.
وقد سماها بعض المتعلمين بالملحمة وقد نقلتها من خط محمد أبو طامي إلا أن الذين أدركناهم من الرواة في بريدة يقولون: إنها أكثر من ذلك، وإنه قد سقط منها أبيات لم تطبع.
قال لي أحدهم وهو الأخ إبراهيم الصالح الحسين أمير الصباخ: إنه ربما كان الساقط منها مائة وخمسين بيتًا.