فجلست وقالت عجزت أقف من الرعب ووالد حمد ماسك برسن الجمل ويقول: وش تقول يا ولد هذا خبر صحيح؟ قال الجار: نعم صحيح.
وفي ذلك اليوم ما عندهم عشاء رجع الجار إلى بيته وأناخ أبو حمد الجمل ونزل الذي عليه من الرز والقهوة والهيل والسكر والشاهي والملابس والأرزاق الذي ما حسبوا لها بحساب، وحضروا الأولاد إخوان حمد وفرحوا بالملابس الجاهزة والطعام الذي لا يوجد عندهم وباتوا في ليلة سعيدة.
وفي وقت الصباح ذهب أبو حمد إلى الديان الذي يتهدده بأخذ نخله، وقال: هات دفترك واجمع الدين الذي تبي مني، إن حمد أرسل لي مبلغ من النيرات، فقال التاجر: ما يصير يمكن إنك مستدين من غيرنا حنا أحق بالملك حنا أهل الأوله, لأنه طامع في هذه النخيلات ما يوجد أحسن منهن في ذلك الوقت.
فقال أبو حمد: احضر المكتب قبل اشتكيك واحضر المكتب وأحضر الشهود، وسلم المبلغ بالوفا والتمام ومزق الدفتر، وبقي مع أبو حمد نيرات كثيرة ورجع إلى أهله وهو يدعو لابنه حمد، وأصبح أبو حمد من أغنى جماعته.
وبعد مدة حضر حمد بعد غيابه الذي تم السادس عشر من السنين، ومعه مال كثير وتزوج في بلده وبين والديه بعد ما بلغ عمره ستة وثلاثين عامًا، والله أعلم بالصواب، انتهى.
[أخبار المزيرعي]
من أخبار المزيرعي ما نقله الأستاذ ناصر بن سليمان العمري بقوله:
محمد بن جلاجل من أهل بريدة شجاع معروف عاد من حرب السباخ في عام ١٣٢٦ هـ. ودخل على والدته في البيت لقضاء حاجة، وكان يحمل بندقية ورصاصًا فقالت له والدته: تنقل بندقك عندي وخالك (عبد الله النصار) محاصر في