للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[أسرة المزيني والصناعة]

قلنا إن المزيني منسوبون إلى قبيلة مزينة، حسبما تدل عليه لفظة (مزيني) ورأس أسرة المزيني المتحضرة هذه منذ قديم هو عبد الله بن نايف المزيني نزل الكهفة، وقيل نزل في حائل أولا ثم انتقل إلى الكهفة، وهي قرية تعتبر آخر قرى حائل من جهة الجنوب، حيث تجتمع حدود منطقة حائل مع حدود منطقة القصيم، فتزوج بنت نجار فيها.

وبهذا انتقل وأسرته حسب العرف والتقاليد السائدة إلى صفة العرب الخضيريين الذين يباح لهم أن يمارسوا الصناعة التي يريدون ممارستها، وهذا أمر معروف في كل أنحاء نجد، وإن كان يختلف من بلد إلى بلد.

وأسرة (المزيني) منذ أن أصبح العرف يجيز لهم أن يمارسوا صناعة من الصناعات مارس عدد منهم عددًا منها فبرزوا فيها، وأبدعوا حتى نظمت القصائد في إجادتهم للصناعة، ودخل ذلك في الموروثات الشعبية.

فكان من بين من مدحهم بذلك كنعان الطيار من شيوخ عنزة الشجعان الكبار في القرن الثالث عشر.

قال كنعان الطيار (١):

قم يالمزيني خنجري سوِّهالي ... وأنا عليّ أشرعة إنْ مَهَّلتْ لي

حق علي إشراعها بالتوالي ... اقضي ديون بالمزيني غدتْ لي

كِفْيَتْ عيونك شر سود الليالي ... ويمينك اللي بالعدل انصحَتْ لي

حديدها من مصنعه جان غالي ... من يوم شفته بالمزيني زهت لي

صناعها عمال قتل الكمال ... باتقانها هورج مع النثر فَتْلِ


(١) موجز تاريخ أسرة الطيار، ص ٧٧.