للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ونوه المطوطح من عنزة بشغل المزيني الجميل المتقن لزينة رحل البعير:

يا راكبٍ حِرِّ طْوالٍ مْتونه ... عليه من شغل المزيني كلايف

تمسي غْلام بالصخا يمدحونه ... رشيد شوق مْعَطِّرات القطايفْ

جوابك اللي قلت مالك مهونه ... ما يحتمل با شوق نابي الرِّادايف

وذلك في قوله: عليه من شغل المزيني كلايف، وهو الجمل الحر النجيب الذي ذكر أن متونه هي عضداه طويلة لأنه من إبل أصيلة.

ومن أسرة (المزيني) المعاصرين الذين برزوا ولا يزالون في الصناعة محمد بن سليمان المزيني من أهل بريدة اجتمعت به في دكانه أو مشغله الذي كان يعمل فيه وحيدًا ويقع على أول شارع التغيرة المتفرع من شارع الحبيب العام غربًا، فرأيت فيه مجموعة من الأبواب المنقوشة بأصباغ مختلفة منسقة حتى غدت لوحات فنية رائعة ذكرتني بما كنت أنسيته، من مثل هذه الأبواب والنوافذ التي كانت تمثل فنًا وطنيًا محليًا أخنى عليه الزمن لوجود الأبواب وأبواب النوافذ الحديثة، وقلت له: ألا تشكو من مزاحمة الأبواب الحديثة لعملك، فقال: بالعكس، صارت صناعتنا نادرة ولا يحسنها إلا القليل مع وجود إقبال عليها.

قلت له: أراك وحيدًا في شغلك ودكانك ألا توظف عندك بعض الأجانب يساعدونك؟ فقال: إنهم يخربون عليَّ صنعتي التي عرفت بها، لذلك لا أرضى أن يمسها أحد غيري.

وعمله هذا غريب جميل لو كان في أمة تقدر مثل ذلك لعرض في المتاحف والمعارض الفنية الدولية.

قلت له: كم تبيع به باب النافذة الواحدة؟ فقال بخمسمائة ريال في المتوسط.

وأقول: إن مثل هذا الباب يمكن إذا صنعه نجارون لا يعرفون هذا الفن