للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

[الحسين]

أسرة أخرى صغيرة من أهل بريدة.

كانوا يلقبون الرَغْيليّ، وكانوا قبل ذلك يعرفون بـ (المصطفى) نسبة إلى جدّ لهم اسمه مصطفى، وذلك أن أوائلهم جاءوا من العراق أو الموصل، وقيل: إن جدهم جاء إلى بريدة مع جنود الأتراك.

وسيأتي ذكرهم بلفظ (المصطفى) في حرف الميم بإذن الله.

واشتهر منهم في زمننا محمد بن حسين بأنه ذو خبرة بالحمير والبقر، فكان القضاة إذا تخاصم عندهم أناس حول عيب من عيوب الحمير لم يعرفه القاضي ولا من حوله يرسلون إلى محمد الحسين ويأخذون برأيه في ذلك.

حدث عبد الكريم بن محمد النافع عن أبيه قال: كنا حاجين مرة ومعنا محمد الحسين في مكة فأصابت محمد الحسين حمى شديدة حتى كان ينتفض من البرد، وكان بعض إخواننا يتحدثون عن رجل معه مجموعة من الحمير يبيعها، ولم يكونوا يتوقعون أن محمد الحسين يسمعهم فطلب منهم أن يعضدوا له بمعنى يمسكون بعضده، فعضد له اثنان منهم لا يكادان يحملانه، فلما رأى الحمير نشط، وأخذ ينظر إليها ويتأملها ويتحدث مع صاحبها ثم ركب أحدها ونحن نتعجب وما انتهى من ذلك حتى عوفي من مرضه ونحن ننظر.

وأمه: هيا الغانم، اشتهرت في وقعة خب القبر بين أهل بريدة وجنود ابن رشيد بأنها جمعت الروايات والعبدات وجعلتهن يحملن الصوبا من أهل بريدة ويسعفونهم.

والرَّوايات: جمع روَّاية وهي المرأة التي تحمل الماء العذب من الآبار خارج البلاد إلى بيوت الناس.

وأما العبدات: فإنها جمع عبدة بمعنى المرأة السوداء، وذلك أن نساء