وكانوا يعرفون بلقب (حِشِّي وكُلِي)، وكلي: كلي وهذا على لغة جدهم التي هي خلاف لهجة أهل القصيم في مثل هذه اللفظة لأن أهل القصيم يقولون (كولي).
أصله فيما يقولون أنه خرج على ناقة له مع جماعة ليحشوا الحشيش وهو العشب الذي يقطعونه من البر ثم يحملونه إلى أماكنهم ليكون علفًا لماشيتهم، فكانت ناقته تأكل مما حشه بيده وتعب عليه من العشب فقال يخاطبها: حشي وكلي أي خذي العشب من الأرض بأسنانك وكليه.
و(ياما للقداد)، دعاء على الناقة بالقدَّاد الذي يقد جسمها أي يشقه بالسكين ونحوها.
وقد لحقهم هذا اللقب التفريق بينهم وبين الحسين الآخرين.
وقيل لي: إن سبب تلقيبه بذلك: أن الشحاذين الذين يسمون المتغمرين وهم الذين يحضرون عند حصاد الزرع يسألون غمرًا أي قليلا من الزرع في قصبه وسنبله، للطعام والتبن يحفظونه أيضًا فإذا رأى امرأة قوية من منظر يديها قال لها: حشي وكلي يا ملا القداد، أي أذهبي للبر وحشي العشب وبيعيه وكلي ثمنه.
وهو يشير إلى عادة أدركتها وهي أن طوائف من النساء المحتاجات اللآتي لا عائل لهن أو رجالهن لا يعملون يذهبن إلى جهة الفلاة في بريدة بأعداد كبيرة يقطعن الحشيش ويجعلنه في ثوب خلق من ثيابهن يبعنه بثمن بخس يشترين به قمحًا لبيوتهن.
حدثوا من ذلك أن جماعة منهن خرجن للحشيش، ولكن واحدة منهن كانت تعبة فجلست لا تستطيع الحركة تحت أثلة في آخر خبوب بريدة، وجمع صاحباتها لها حشيشًا حملته على رأسها، وبعد أيام رأت الأثلة وظلها الجيد، فقالت: أي والله ذري، بس الذرى ما به ذرة.
تريد أنها لا تستطيع أن تجد فيه عشبًا تبيعه وتشتري به دُرَة لبيتها.