عنهم، لكن قوّى عزمه فيصل الدويش قاتله الله وطمّعه وخوَّفه، وبعد هذا صالح أهل الرس وعبد الله بمن معه على عنيزة، ورجع إلى بلده، وأشار عليه مبارك الظاهري: أنه يجئ بثلاثة آلاف من الإبل عند ابن جلهم، ويجعل عليها الأشدة، ويحمل عليها كل ما كان له، ولا يدع في الدرعية له طارفة، ويصد مع عربان قحطان ونحوهم، وكل من كان له مروءة من بدوي أو حضري راح معه، كذلك الذي يخاف، فلو ساعد القدر لم يظفر به عدوه، وتبرأ منهم من أعانهم بالرحيل، من مطير وغيرهم، ولله فيما جرى حكم، قد ظهر بعضها لمن تدبر وتفكر، وهذا الرأي أسلم له، والذي يريد القعود يقعد، ويكون ظهره علي السعة؛ ويذكر له: أنك يا عبد الله إذا صرت كذلك، صار لك في العسكر مكائد، منها قطع سابلة ما بينه وبين المدينة، وهذا الرأي سديد، ولكن لم يرد الله قبوله؛ لأن الأقدار غالبة، ولو قدر غير ذلك لكان (١).
[أكاذيب إبراهيم باشا]
أما رواية إبراهيم باشا التي ضمنها كتابا أرسله بعد أن انتهى من أمر القصيم بأنها في مجملها أكاذيب أراد منها أن يبرز مقدرته العسكرية التي مبعثها من دون شك عدم أخذ الجانب الآخر الذي هو جانب أهل نجد الاستعدادات والإجراءات اللازمة للنصر كما تقدم.
ولكي يطلب إبراهيم باشا ما يريد بناء على انتصاره في القصيم من زيادة في النفقات، ومن زيادة في الإمدادات وربما الجنود أيضًا.
قال إبراهيم باشا في كتابه الموجود في المخطوطات (الإرشيف) التركي في اسطنبول:
(١) تاريخ نجد من خلال كتاب (الدرر السنية في الأجوبة النجدية)، ص ٣٤٧.