وأما الشاعر الصغيِّر فإنه كان أصيب إصابة بالغة لأنه كان من المقربين لمحمد بن عبد الله المهنا ولم يعرف بالاتفاق مع الملك عبد العزيز فصادفه ومن معه فجرى تبادل إطلاق النار معه حيث أصيب ثم مات بعد أيام من إصابته.
[خطوة حكيمة لابن شريدة]
وكان انتهاء أمر ابن مهنا في الصباح فأرسل ابن شريدة إلى مؤذني المساجد في بريدة كلهم أن ينادوا من رؤوس المآذن في الضحى أن يعود أهل الخبوب والقرى إلى فلاحتهم لأن الأمر أمان وضمان، كما أمر بالأغذية والطعام أن تبذل لهم.
وقد كان محمد بن شريدة هو الرئيس المقدم في تلك الأحداث لأن فهد بن علي الرشودي وأخاه إبراهيم كانا في العراق، ولم يحضرا هذه الأحداث، وعبد العزيز بن حمود المشيقح انتقل إلى عنيزة ذكر أحد أبنائه عنه أنه قال: أنا لا يمكن أن أقاتل الملك عبد العزيز بن سعود ولا يمكن أن أقاتل معه جماعتي. حدثني من كان مع الملك عبد العزيز آل سعود من أهل بريدة عندما أراد الدخول إلى بريدة بترتيب وضمان محمد بن شريدة فتقدم الملك عبد العزيز بخطى واسعة.
قال: وكان عددنا لا يتجاوز الثلاثين، وكنا جميعًا خائفين قلقين لأننا نعلم أن الذين في قصر بريدة من أنصار ابن مهنا لم يعلموا بالاتفاق وهم مجتمعون رماة فلو أحسوا بمقدمنا رمونا.
قال: وكان الإمام يسير بخطى واسعة، ثم يلتفت عليهم فيقفون فيقول: وين المستحين؟ يكررها فيتقدم ثلاثة ثم يسير برهة فيكررها فيتقدم اثنان بعد تردد ويسير المستحون أمام الثلاثين.
والمستحون هم الفدائيون الذين يكونون أول الصفوف، فإذا حدث قتال أصيبوا أولًا.