أما والده عبد الله العوني فكان (أستادًا) في بناء البيوت ماهرا مشهورًا بهذا الأمر، وينقل عنه أنه قال لابنه الشاعر هذا وقد تعطل عن العمل في أول شبابه، وعزف عن مهنة والده: لماذا لا تكون مثلي أنا أبني بيتا كبيرًا في مدة أربعين يومًا؟
فأجابه بقوله: أنا يا والدي أستطيع أن أبني أربعين بيتا في يوم واحد، يريد من أبيات الشعر.
ووالده: عبد الله العوني يعتبر من أهل الربيعية، أي إنه كان له نخل في الربيعية عندما ولد ابنه الشاعر محمد في الربيعية، ولكن كان له بيت في بريدة، وعمله في بريدة فهو أستاد طين ماهر أي معلم بناء ماهر مشهور ادركهـ بعض الأشياخ المسنين الذين أدركناهم وتحدثوا عن شهرته في جودة البناء ومهارته في ذلك، إلى درجة المبالغة ومن ذلك أنهم قالوا: إنه كان يبني بيديه ورجليه بمعنى أنه يعدل البناء برجليه إذا كانت يداه مشغولتين بالبناء.
وقدمت قوله لابنه: يا ولدي، أنا أبني البيت باربعين يوم، يريد أنه يبني بيت الطين في أربعين يومًا، فأجابه ابنه الشاعر بقوله: وأنا - يا أبتي - أبني أربعين بيت باليوم، يريد من أبيات الشعر.
وقد كانت ميتة والد الشاعر العوني في البناء إذ كان يبني فوق جدار عال في الطابق الثاني، فسقط من فوق الجدار ومات.
وقد تجاوزت شهرة والد العوني في جودة البناء بريدة إلى حائل فكان يذهب إلى هناك ويبني بيوتًا مهمة، وقد بني عددًا من قصور الأمراء في حائل.
ومن الأعمال الشهيرة التي بناها عبد الله العوني والد الشاعر ظواهر قصر بريدة الشهير ومن ذلك المقاصير، وهي الأبراج القوية المحصنة وجميع الأبنية الخارجة منه هي من بناء عبد الله العوني.