ومنهم الطبيب الشعبي الماهر بالكي والطب المبني على التجارب صالح بن محمد بن عبد الكريم الصمعاني الذي طار صيته في بلادنا كلها من أقصاها إلى أقصاها، عرف بمهارته في معالجة الأمراض بالكي وفي تجبير الكسور حتى رويت عنه في هذا المجال حكايات وقصص، لو كانت قيلت في شخصية تاريخية قديمة لشككنا فيها، ولكن أكثرها نعرف صدقه، ونعرف من داواهم وكيف داواهم.
وهو إلى ذلك لا يداوي كل من يأتي إليه يلتمس الدواء، بل يداوي منهم من يرى أن له دواء ناجعًا عنده، بخلاف بعض المدعين للطب الشعبي والعلاج بالكي ونحوه الذين يعالجون كل من جاء إليهم بعلاج استعملوه مع شخص آخر فنجح.
حدثني أخي الشيخ سليمان بن ناصر العبودي عندما كان قاضيًا في محكمة بريدة أن صالح بن محمد الصمعاني قال له: إنني لا أعالج إلَّا من أعرف أن علاجي له فيه منفعة، وكثير من الناس يأتون إليَّ يطلبون مني أن أكويهم أو أن أعالجهم فاعتذر عن ذلك لمعرفتي بأن الكي لا يفيدهم.
والوقائع والقصص عن هذا الطبيب الشعبي الماهر كثيرة لو جمعت لألفت كتابًا كاملًا وما أجدر أحد القادرين على الكتابة والتأليف من أسرة الصمعاني ومن غيرهم من أهل بريدة أن يجمعوا كل ما عرفوا عنه من علاج ناجع.
وقد حُدِّثت عنه بأشياء غريبة من ذلك أن فلانًا وفد ذكروا لي اسمه كان منذ نحو عشرين سنة أحد العاملين في المستشفى الجامعي في الرياض فأصابه ألم شديد في مؤخرة رأسه عجز عن علاجه وعن اكتشاف سببه أطباء المستشفى الذي يعمل فيه رغم وجود اختصاصيين فيهم في علاج الرأس وفي علاج الأعصاب.
كما ذهب إلى غيرهم من الأطباء، ولم يفيدوه بشيء، وقد اشتد به الأمر