فوقف عليه القوي الشديد البطش عقيل الصمعاني وضربه ضربة قوية، وقال له أنت كاذب ومحتال ما فيك أثر مقعدك من الضرب، ولكن إن عدت إلى قرب أرضنا قتلناك، وهو يعرف أن عقيلًا أشد بطشًا من عبد الكريم، وقد غلبه عبد الكريم فكيف يقابل عقيلًا، وقام يركض من نعشه وعرف الصمعانيان أن الراعي هرب ولما دخلا على الأمير وأخذا يسألهما عن ضربهما الراعي أنكرا وقال عقيل: الراعي قد تنازل عن دعواه وخرج من القصر وهؤلاء ليسوا خصماءنا، ولما طلب أهل القرية راعي إبلهم ليحضر بين يدي الأمير لم يجدوه فانصرفوا وتركوا الدعوى، والذي بدد دعواهم ضربة من عقيل خاف من غيرها الراعي وهرب، وقد كانت شجاعة عقيل هي الفاصلة.
وقد عرفت طائفة من النابهين من هذه الأسرة قبل التعليم الأخير في المعاهد والجمعيات، فوجدت فيهم عمقًا في التفكير وتبصرًا في الأمور. انتهى.
عرفت منهم. . . . الصمعاني كان ذا خبرة في شئون المزارع في حدود أراضيها، وكان أمير بريدة وقاضيها يعتمدان على إفادته عندما يتخاصم أصحاب النخيل والأملاك الزراعية، وقد رأيت شيخنا الشيخ عبد الله بن محمد بن حميد يستمع إلى حديثه، وينصت إلى ما يقول، إعجابًا به، وشيخنا الشيخ عبد الله بن حميد ميزان للرجال في مثل هذه الأمور، فما رأيته يصغي إلى حديث رجل أكثر من مرة ويأخذ قوله بعين الاعتبار إلا عرفت - بالتجربة - بعد ذلك أنه أهل لعمله، وأنه كفء لذلك مثله في ذلك مثل الملك عبد العزيز آل سعود الذي ما رأيته يقرب رجلًا بمعنى أنه يسلمه عملًا أو يعتمد فيه عند تأسيس المملكة إلَّا وجدت في ذلك الرجل مزية أو مزايا ليست في غيره، وذلك لدقته في اختيار الرجال، وصواب رأيه فيما يكل إليهم من أعمال.