للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

تري محمد عندنا سلطان ... تسمعوا يا هل (الجورة)

تهاوشوا عنده الجيران ... تمنته كل غندوره

وقد بقيت جورة السالم معروفة أراني أياها والدي وذكر أنها صارت عندما وجدت بريدة حيًّا أشبه بالزقاق أو الشارع له بابان يغلقان بالليل وكل البيوت التي فيه لآل سالم المذكورين، وحفظت لنا الأوراق والوثائق ذكرًا له باسم (بيوت السالم) سيأتي ذكر ذلك في حرف السين عند ذكر (السالم) بإذن الله.

ونرى أن تلك المنازل والمحلات المتفرقة كانت نواة بريدة القديمة، ومع ذلك كانت تتحارب مع بلدة (الشماس) التي كانت أقدم منها وأقوي إذ بدأت عمارة بلدة الشماس في القرن السابع، بل ربما قبل ذلك بقرن.

وكان أهل بريدة يدفعون زكاة أموالهم وبخاصة من التمر والحبوب إلى الشماس ثم صاروا يقاتلونهم، وكانوا يسمون بلدتهم الناشئة (بريزة) لكونها برزت للوجود.

ثم تغلبوا على إرادة أهل الشماس، أو قل: استقلوا عنهم وأسموا بلدتهم (بريدة) بمعنى أنها بردت لأهلها، ليس لأحد سلطان عليها.

هذا من جهة الشكل.

[كيف كانت بريدة عندما قدم الدريبي؟]

نحن نتصور طبقًا لما سمعناه من الإخباريين وما حدثنا به أشياخنا القدماء أن منطقة بريدة في القرن التاسع أو العاشر الذي ذكروا أن (راشد الدريبي) جاء فيه إلى بريدة واشترى البئر الذي كان فيها من ابن هذال وسكنها أنها لم تكن قد اتخذت شكل مدينة، بل ولا بلدة صغيرة، وإنما كان في مكانها، وما حولها مجموعة من المنازل في النخيل يسكن فيها أهلها، وهم متفرقون وعددهم قليل.

ويؤيد ذلك ما سمعناه من ثقات الإخباريين أن منطقة بريدة لم يكن فيها