عبد الله بن حميد أن هناك قبورًا في جهة شمال بريدة، فأمر خالي عبد الله الموسى العضيب أن يتحرى عن مكانها ويسورها صيانة لها بنفقة الدولة، وقد فعل ورأيت ذلك قبل أن تشمل العمارة المنطقة.
وقد اشتريت أنا بنفسي أرضًا تقع إلى الشمال من ذلك بالقرب من شارع الصناعة من جهة الغرب قريبة من المسجد الذي عرف بمسجد (أبا العناز) لأن الشيخ (سليمان أبا العناز) كان يصلي فيه إمامًا، فسوسناها أي حفرنا اساسها فوجدنا آثار العمارة القديمة ظاهرة.
ثم رأيت توثيقًا مكتوبًا يشهد لما ذكرته من كون منطقة شمال بريدة كانت مسكونة معمورة بنخيل وسكان، وأن فيها مقبرة كانت معروفة للناس في وقتها، وذلك في وثيقة مبايعة النخل وهو المسمى بالملك وهو (نخل أبو وادي) الواقع إلى الشمال من العجيبة يدعه من يسير مع شارع الصناعة ثم يذهب مغربًا مع شارع الوحدة، فشارع الوحدة يمر بجوار نخل أبو وادي من جهة الشمال.
وتذكر وثيقة المبايعة أن الملك يعني النخل المباع يحده من جهة الشرق المقبرة، ولا نعرف ممن أدركناهم من الشيوخ من يعرف تلك المقبرة، فقد اندرست منذ دهر طويل، ولكنها تدل على العمارة الشاملة في تلك المنطقة، وأنها لم تكن صحراء فيها بئر لبدوي ينزل عليه ليس حوله - كما هو مفهوم اللفظ - عمارة ولا آبار أخرى.
ومن المحلات التي كانت منفصلة عن غيرها في منطقة بريدة محلة كانت تسمى (جورة السالم) أي محلة السالم غير أنها سميت جورة لأنها كانت فيها نخيل ومنازل.
و(الجورة) بمعنى المحلة أو الحارة والحي كانت مشهورة ذكرتها في (معجم الألفاظ العامية) ومن شواهده هذان البيتان اللذان أنشدتهما امرأة ترقص ابنًا لها طفلًا اسمه محمد: