والأمير راشد بن حمود الدريبي من أكثر أمراء آل أبو عليان حركة، بل وتقلبًا حسبما يراه من تثبيت الحكم له وإبقائه بيده، أو من عودته إليه إذا كان خرج منه.
ورد ذكره في أخبار الإخباريين ذا حيلة وإقدام، لا يخاف شيئًا في سبيل تحقيق غايته، وذكروا أنه بلغ من قوته وإقدامه أن انتقم من قبيلة الظفير التي كانت عاونت أهل الشماس ومن معهم من أهل عنيزة على بريدة في عام ١١٥٥ هـ.
وذلك مذكور عند الإخباريين من أهل بريدة ولم يذكره المؤرخون.
ومؤداه أن راشد الدربيبي فكر في حيلة ينتقم بها من هذه القبيلة وبعض الرواة ذكر أن القبيلة المقصودة هي عنزة وليست الظفير، ولكنني لا أظن ذلك صحيحا، لأن عنزة ظلت هي القبيلة التي تعتمد عليها بريدة في المساعدة على صد القبائل من الأعراب الذين كانوا يمتازون على أهل الحضر بما لديهم من الخيل المضمرة المعدة للحرب والمجاولة فيها، بخلاف أهل الحاضرة الذين كان جيشهم يتألف في الأكثر من الرّجَّالة وحاملي السيوف ومن الرماة بالبنادق.
كما أن النصوص التي ذكرها عن المؤرخين تدل على أنها (الظفير).
ويقول الإخباريون: إن راشد الدريبي والحاكم الذي قبله قد تأذوا من كثرة ما لحق ببريدة من تلك القبيلة وذلك أمر مفهوم السبب لأن الأعراب في تلك العصور كانوا على جانب كبير من الجهل بأمور الدين، وليست لديهم من السياسة والتدبير فيها ما لدى أهل الحضر.
فقال لرئيس القبيلة: إنكم تقيمون عندنا في القيظ وأطرافه ولكنكم ترحلون في الشتاء وما يلتحق به من الربيع والخريف فتبعدون، ولا نأمن من عدوان القبائل الأخرى على بلادنا إذا بعدتم عنها، وقد فكرنا في طريقة لابد فيها من