للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ومن أسرة الشقاوي الشيخ سليمان بن راشد الشقاوي، كان زاهدًا عابدًا ورعًا بل بالغ الورع وكثير العبادة، حتى كنت سمعت نساءنا أكثر من مرة يقلن: إن الشقاوي رأي بابًا مفتوحًا في السماء.

وذلك أنه بينما كان مع الناس في قيام شهر العشر الأخيرة من شهر رمضان وكان الوقت صيفًا فكان الناس يصلون صلاة القيام التي في منتصف الليل وآخره في سطح المسجد، وبينما كان إمام المسجد يتلو القرآن غلب التأثر على سليمان الشقاوي فلم يستطع إخفاء تأثره من معاني القرآن الكريم حتى أجهش بالبكاء وظهر له صوت قهري سمعه أهل المسجد وجميعهم يعرفه بالعبادة والخشوع ويعذره في تلك الليلة غير أن النساء والجهال من الناس فسره بأنه وهو في سطح المسجد رأي بابًا فتح في السماء لاستجابة دعاء الداعين في تلك الليلة، وكان ذلك سبب تأثره.

أفرد الشيخ صالح العمري له ترجمة خاصة، فقال:

[الشيخ سليمان الراشد الشقاوي]

ولد رحمه الله في بريدة عام ١٣١٠ هـ تقريبًا، وتعلم القراءة والكتابة، ثم بدأ يطلب العلم على العلماء فأخذ عن الشيخ عبد الله بن محمد بن سليم والشيخ عمر بن محمد بن سليم وغيرهما وهو من الطبقة الأولى من تلامذة الشيخين، ومن طبقة الشيخ محمد العجاجي وآل عبيد وفهد العيسى والربدي وآل جربوع، فقد كان من كبار تلامذة الشيخين، وقد عرض عليه القضاء أكثر من مرة فلم يقبل، توفي رحمه الله في عودته من الحج عام ١٣٤٧ هـ قبل أن يصل إلى بريدة (١).

أقول: رأيت بخط الشيخ فهد العبيد أن وفاة الشيخ سليمان الشقاوي كانت في جبل حِبْر في الطريق من مكة المكرمة إلى بريدة.


(١) علماء آل سليم، ص ٢٢٦.