بيتهم لأنه يفتح له باب على الشارع الذي كان شارعًا عامًا مستقيمًا نسبيًا ويوصل إليه من داخل البيت.
وهذه عادة للنساء صاحبات الدكاكين في بريدة في العهد القديم فأنا أعرف عددًا منهن من اللاتي يسكنّ في شمال بريدة حيث بيتنا، وذلك في أول عهدي بالإدراك، وقد تكلمت على ذلك في كتاب آخر.
ولا أعرف واحدة منهن لها دكان مثل دكاكين الرجال التي تفتح من الشارع وتغلق من الشارع، ولا يكون لصاحبها علاقة بالبيت الذي يقع خلفها أو تكون جزءا منه.
وصاحبات الدكان ومنهن هذه كل واحدة منهن تجلس في دكانها متغطية أي على وجهها حجاب مثلها في ذلك مثل النساء اللاتي يخرجن إلى الأسواق، وحتى يجلبن في السوق شيئًا.
وأما البضائع التي كانت في دكان هذه التي أظن أنها من أسرة الشقاوي هؤلاء، ولكنني لا أتيقن من ذلك إذ ربما كانت زوجة لأحد رجال الأسرة هي قليلة، وأكثرها من المنتجات الوطنية مثل قليل من الأبازير والحلبة وحب الرشاد وحتى البيض قد يكون عندها ولكن ذلك لم يكن منتظمًا وليس كثيرًا.
وأذكر أكثر من مرة أن والدي كان يمر بهذا الدكان عندما يذهب إلى دكانه يوميًا، بل أكثر من مرة في اليوم، فكانت صاحبته تناديه قائلة: يا أبو محمد عندي بييضات تصغير بيضات: جمع بيضة فيشتريها منها بثمن بخس ويقليها في محماسة القهوة بأن يصب عليها شيئًا من السمن ويقليها ليأكلها مع أهل بيته، ولكن ذلك لم يكن منتظمًا كما قلت.
وأكثر الناس لا يأكلون البيض، بل لا يعرفون أكله ما عدا الأطفال الذين يكون عند أهلهم دجاج يطبخون لهم البيض بمعنى يسلقونه لهم.