لم يجرؤ الأمير عبد العزيز بن متعب بن رشيد على الإساءة إلى الشيخ محمد بن عبالله بن سليم إلَّا أن ينفيه بعيدًا عن بريدة.
فنفاه إلى النبهانية.
وكان سأل من حوله من أهل القصيم عن قرية تكون أكثر قرى القصيم جهلًا بأمور الدين، وبعدًا عن العلماء، فذكروا له النبهانية، لبعدها عن المدن.
فنفى الشيخ محمد بن عبد الله إليها.
وقال لنا شيوخنا المسنون ومنهم والدي رحمه الله إن نفي الشيخ محمد بن عبد الله بن سليم إلى النبهانية كان خيرًا وبركة على أهل النبهانية، فقد صاروا يتعلمون عليه أمور دينهم وواصل بعضهم ذلك بعد مغادرة الشيخ لهم حتى صاروا من طلبة العلم المشهورين.
والعامة ومنهم والدي لا يستعملون لفظ نفي أو نفاه وإنما يستعملون بدلًا من ذلك الجلاء وجَلَّاه بمعنى نفاه عن البلد إلى بلد آخرى.
وكان سمع رأيًا من بعض من عنده بأن ينفيه إلى (قصيبا) في شمال القصيم، لكونها بلادًا وبيئه، فيها حمى وهي حمى الملاريا، قالوا: وقد يموت الشيخ ابن سليم من هذه الحمى فتستريح منه.
فقال: لا، سيقول النّاس: إن ابن رشيد قتله بإرساله إلى قصيبا، ثم قرر نفيه إلى النبهانية.
لقد كان ما بين آل رشيد، وبين آل سليم الذين كبيرهم وزعيمهم الشيخ محمد بن عبد الله بن سليم اختلافا أيضًا في أمور شرعية دينية نتج عنها خلاف سياسي.