للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فآل سليم هم تلاميذ آل الشيخ محمد بن عبد الوهاب وهم على مشربهم وهناك علماء وطلبة علم من القصيم يرون أنهم متشددون في مسائل معينة، وهم الشيخ إبراهيم بن حمد بن جاسر وأتباعه الذين كانوا أشد تطرفا في هذا الموضوع منه كالشيخ عبد الله بن عمرو.

ونتج عن ذلك أن أصبح آل سليم واتباعهم يتولون آل سعود في وقت كان نجم آل سعود في آخر القرن الثالث عشر وأول القرن الرابع قد أفَلَ حتى ظهور الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود على مسرح الأحداث في عام ١٣١٩ هـ.

وكان الآخرون يتولون آل رشيد الذين هم مقربون من الدولة التركية وبعثت معهم جنودًا للقتال إلى جانبهم في وقعة البكيرية عام ١٣٢٢ هـ لذلك صار للخلاف جانب عملي كبير أبرزه الخلاف السياسي أو نتج عنه عمل سياسي.

قال الشيخ صالح العمري:

استمر الشيخ ابن سليم في القضاء حتى جاءت ولاية عبد العزيز المتعب بن رشيد على عموم نجد، وكان النّاس ولا سيما من ينتمون إلى العلم حزبين متعاديين عداءً شديدًا، وبينهما فتن على أمور بسيطة خفيفة لا تقتضي هذا العداء وتلك البغضاء، إلَّا أن الشيطان وهوى النفوس والأشرار الذين يبذرون العداوة بين المسلمين، كما أنّه لم يوجد من يحاول إخماد هذه المنازعات التي سببت الشر بين النّاس في بلدة واحدة، وكان الشيخ محمد بن عبد الله بن سليم من أكبر أحد الحزبين، فأمره عبد العزيز المتعب بمغادرة بريدة إلى قرية في غربي القصيم يقال لها النبهانية، وذلك بعد معركة الطرفية التي بينه وبين مبارك آل صباح في آخر ذي القعدة عام ١٣١٨ هـ، وأراد بنفيه اتقاء شرور تحدث أعظم مما وقع.

فأقام الشيخ في تلك القرية ونفع الله بعلمه ووعظه أهلها، حتى تم استيلاء الملك عبد العزيز آل سعود رحمه الله، على القصيم كله، وقضى على هذه