للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المنازعات والعداء الذي لا يستند إلى شيء من دين ولا عقل، فأعاد الشيخ إلى بلده بريدة، وإلى عمله في القضاء في بريدة (١).

وقد عاد الشيخ محمد بن عبد الله بن سليم إلى بريدة في آخر عام ١٣٢١ هـ كما قيل لنا، وكان نفوذ عبد العزيز بن رشيد قد ضعف وبعض سراياه هزمت.

قال الشيخ إبراهيم بن عبيد:

وفي آخر هذه السنة عاد الشيخ أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن سليم من النبهانية إلى بريدة، وكان رحمه الله قد نقل وشق عليه المشي لألم في وركيه سببه أن رجلًا سقط من سطح المسجد على وركيه، فأثر ذلك عليه خللًا في الوركين، فكان إذا مشى يجر إحدى رجليه (٢).

أقول: قوله من النبهانية إذا كان المراد به أنّه جاء منها إلى بريدة رأسًا فهذا غير صحيح لأنه كان ذهب من النبهانية إلى البكيرية، وإن كان المراد أنّه عاد من منفاه الذي كان في النبهانية إلى بريدة فهو صحيح.

وأما ثقل المشي فربما كان مألوفًا لمن بلغ ثمانين سنة، أو كاد مثل حالة الشيخ ابن سليم في هذه السنة.

وظني أن الشيخ محمد بن عبد الله بن سليم لم يعد إلى بريدة إلَّا في سنة ١٣٢٢ هـ قبل وقعة البكيرية، لأن عبد العزيز بن رشيد كان قد أبعد عن نجد، حيث كان يسعى في الحصول على مساعدات عسكرية من جنود ومدافع من الحكومة التركية التي أعطته ما أراد، فارتخت قبضته الشخصية على الأمور في القصيم، وإنما وكل ذلك إلى امرائه وأعوانه.


(١) علماء آل سليم، ص ١٥٧.
(٢) تذكرة أولي النهى والعرفان، ص ١٦.