وعدد من رجال المدفعية الأتراك الذين كانوا في خدمة عبد الله، وقد ارتكب إبراهيم باشا في هذا الشأن خطأً كبيرًا، لأن مثل هذا السلوك لم يكن نابعًا من سياسة حكيمة، في حين أن العفو عن الأسرى كان يمكن أن يجعله يتربع على عرش قلوب الناس.
ولكي يستفيد من المزايا التي وفرها له انتصاره، فكر إبراهيم باشا في بدء الأعمال الحربية في نطاق الحملة، فكتب إلى قائد القوات في الحناكية، يطلب منه القدوم لملاقاته مع قواته كلها، وألا يترك في هذا الموقع إلَّا أربعين رجلًا، وأرسل أحد ضباطه إلى المدينة المنورة يستعجل انطلاق قافلة المؤن وذخائر الحرب، وتلقى الفرسان الذين وصلوا من مصر إلى مكة المكرمة حديثًا الأوامر للإسراع في المسير.
وبانتظار تجمع تلك الإمكانيات، ترأس إبراهيم باشا حملة لمطاردة القبائل المعادية، وعاد إلى المعسكر، بشيء كثير من الجمال والمواشي، وزعها على قادة القوات، كما فعل من قبلُ في حملاته السابقة.
[مع حركة الرس]
قال المؤرخ الفرنسي فيلكس مانجان:
صدرت الأوامر بالمسير، ولما وصلوا أمام الرس حاصروها، ونُصبت المدافع في الحال، ولم يكلف الجيش نفسه عناء استكشاف أضعف الأماكن في التحصينات، وبدأ إطلاق النار على السور المحدق بالمدينة، كنا نرى القنابل تهدم البيوت، وكان بعضها ينفجر قبل أن يكمل خط سيره المنحني، وبعد ستة أيام من القصف المستمر، أمر إبراهيم باشا بالهجوم في الساعة الثانية ليلًا، دون أن يُحدث نقبًا في السور يدخل منه المهاجمون، ودون أن تمتلك القوات المهاجمة أي وسيلة لمحاولة تسلق السور، ودون أن تقع عليها لهجوم المشاة هي