وليست صناعة البارود المتفجر صنعة كسائر الصناعات الشائعة لأنها قليلة المقدار، قصيرة الزمن، إذ تزدهر في وقت وجود الطيور المهاجرة، وتقل أو تندثر في سائر الأوقات وهي صعبة لا يعرف بها إلا من عاناها، وعرف مقادير أخلاطها.
ولذلك تمدح بعض العرب بأنهم يصنعون البارود بأيديهم، وهو ما عبروا عنه (بدق الملح) والمراد بالملح في هذه العبارة الملح الأبيض الذي هو أحد عناصر البارود أو هو العنصر الأهم من عناصره، وسمي بذلك لأنه لابد للحصول على البارود من دق الملح هذا قبل خلطه بالعنصرين الآخرين وهما الكبريت الأصفر والفحم، ثم لابد من الدق الشديد الطويل لها إذا خلطت.
قال أحد أفراد قبيلة عنزة (١):
ملح ندقه عندنا ... يعبا لكم ملح نظيفٍ
ضرب يفج نحوركم ... يفرق وليفٍ عن وليفٍ
[العودة إلى ذكر الجد]
نعود إلى ذكر جدي عبد الرحمن العبودي فنقول: حالته الاقتصادية حسنة وهو يملك بيتًا كان بناه في شمال بريدة القديمة إلى الشمال من مسجد ابن شريدة بناه في عام ١٣٠٧ هـ، ولكنه كان لحقه دين فنذر لله نذرًا إن أوفى دينه أن يذبح ناقتين ويوزع لحمهن، وقد أوفى دينه ذلك ولم يبق عليه منه شيء.
حدثني والدي قال: لما تخلص والدي من الدين الذي عليه اشترى ناقتين، وذهب للشيخ ابن سليم ولا أدري أهو محمد بن عبد الله بن سليم أم محمد بن عمر بن سليم، والأقرب أنه الأول لأنه القاضي عما يصنع بلحم هاتين الناقتين اللتين نذر أن يذبحهما أيطبخه أم يوزعه نيئًا؟ وهل يعطي منه الفقراء فقط أم يعطي الأغنياء أيضًا؟