وصلتنا وصية لغص الناصر السالم كتبها عبد الله بن محمد العويصي وهو كاتب معروف نقلنا في هذا الكتاب عددًا من كتاباته، وخطه ليس بذاك، وكذلك إملاؤه، ولكنه فيما يظهر ثقة، وأن الناس كانوا يقصدونه لغرض أن يكتب لهم.
والمؤسف في كتابته لوصية غصن الناصر هذه أنه لم يؤرخها، فلا نعرف ما إذا كانت قبيل وفاته أم كانت قبل ذلك، إذ عادة بعض الموصين أن يغيروا في وصاياهم فيعتمدوا الأخيرة.
ويدلنا على أنها قديمة أنه ذكر أن الوكيل هو الصالح من عياله، وقال: والآن الوكيل بعد عبد المحسن بن سيف ما يدل على أن أبناءه كانوا صغارًا عندما أملى وصيته تلك.
وربما دل على ما قلناه من صغر أبنائه أنني عرفت له اثنين منهم هما عبد الله وإبراهيم، وكل واحد منهما عرفته رجلًا قويا مكتملا ثم عرفته في شيخوخته.
ووصية غصن الناصر تنبغي كتابتها بحروف الطباعة ونقل صورتها لأن بعض القراء من الجيل الجديد لا تسهل عليه قراءة الخط والإملاء الذين كتبت بهما.
"الحمد لله
هذا ما أوصى به غصن بن ناصر السالم في حال صحة من عقله وبدنه وبعدما شهد أن لا إله إلَّا الله وحده لا شريك له وأن محمدًا عبده ورسوله وأن عيسى عبد الله ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه والجنة حق والنار حق، وأن الساعة آتية لا ريب فيها وأن الله يبعث من في القبور أوصى في سديس الذي جاه من ملك علي الناصر في أعمال البر له ولوالديه ومن غدا من عياله، وأوصى لأمه في شقروين في ملكه المسمى (فيد الحمزه) معروفات