رزينًا، سميدعًا، حليمًا عاقلا، له سعة إطلاع وفراسة، إذا أخذ يقرر التوحيد والفقه قلت لا نظير له في الناس، وإن أخذ في الوعظ والتذكير فإنه بغيره لا يقاس أخذ في التواضع والأدب فسبحان من خلع عليه أحسن اللباس، يصيح بالخلق إلى اتباع الرسول والتمسك بسنته ودموعه تسكب كأنه منذر جيش يقول صبحكم ومساكم، وكان له وجد وذوق في المعارف الإلهية حتى إنه ليكاد يحبو من مكانه حبوًا إذا جعل يتكلم على معاني العقيدة السلفية لما له من الحظ الأوفر من تلك البضاعة.
وكان فقيهًا متواضعًا قويًّا في أمر الله، له مقدرة على حسم مواد الشر وينزل الناس منازلهم ويعاملهم على قدر عقولهم.
قال مرة لبعض إخوانه: يا فلان، تغافل عن شر الناس، إذا سمعت من يغتابك، فقل لنفسك مكذبًا لها هذا ليس يريدني ويعنيني، وإذا رميت بحجر فقل لعل ذلك يريد الطيور فأخطأ به إليَّ فإنك تستريح.
[مرثية في الشيخ عبد الله بن محمد بن سليم]
وهذه مرثية لتلميذه الشيخ صالح بن عبد العزيز العثيمين الآتية ترجمته في حرف العين، كنت كتبتها في عام ١٣٦٤ هـ من خط الشيخ عبد المحسن بن عبيد، وظني أنه نقلها من خط الشيخ عبد الرحمن بن عويد، وقد رأيتها مذكورة، ولم أعد أحفل بمثل هذه المراثي، لأن معظمها من الشعر المتكلف العسير اللفظ والمعنى.
ولكن هذه بالذات رأيت إثباتها كاملة لأنها في مستوى أعلى من مستوى كثير من المراثي أمثالها، فناظمها شاعر معروف لنا، وكنت كتبتها بخطي من خط عالم فاضل.