وهناك نكتة أو قال: إنها طرفة فرضت نفسها على مجلس الشيخ في درسه في المسجد الجامع في بريدة، وطبيعي أن الشيخ عبد الله لم يستشر في إيرادها، وذلك أن الشيخ كان يقرر في درسه الذي تحلق فيه طلبة العلم عليه ويذكر أن الإستجمار، وهو مسح محل خروج الغائط من دبر الإنسان، يكفي فيه ثلاثة أحجار منقية.
والمراد أن يمسح المكان بقصد إزالة الأذى فيه بثلاثة أحجار، يكون كل حجر بعد الآخر ويرمي الأول والثاني.
فقال رجل يقال له ابن سلمان من أهل بريدة وكان يستمع إلى الدرس بصوت قوي:
يا شيخ أحسن الله عملك، الذي ذكرت إنهم يكفيهم ثلاثة أحجار في تنظيف المكان هم الصحابة الذين يبعر الواحد منهم مثلما يبعر البعير، أما أهل هالزمان الذين يأكل الواحد منهم (القصابة) ويشرب بلوله (١)، فلا يكفي فيهم ولا سبعة عشر حجر.
قالوا: فلم يعنفه الشيخ على ذلك، وإنما قال بتودة وسكينة موجهًا كلامه للجميع.
إذا تعدى الخارج مكان الخروج لم يجزئ فيه إلا الغسل، ولا يكفي فيه الأحجار.
وفاته:
قال الشيخ إبراهيم بن عبيد في حوادث عام ١٣٥١ هـ، فيها وفاة الشيخ (عبد الله بن محمد بن سليم) وكان خروج روحه في الساعة الثانية من اليوم ١١ من محرم رحمه الله.
هو العالم العابد، الزاهد الألمعي قاضي ناحية القصيم الشيخ (عبد الله بن محمد بن عبد الله بن سليم) أبو محمد، شيخنا الحبر الماهر في العلوم، كان
(١) القصابة: لحم يجمع من أطراف الخروف وبطنه، يغلب عليه الدسم، وبلوله: بلولها، وهو مرقها.